إنها العطلة الصيفية على مستوى النظام اللبناني برمته. لقد اتخذ القرار وبات نافذا… قبل أيام كان لا يزال ثمة أمل طفيف باستئناف العمل مع نهاية رمضان مطلع تموز. أمس حسمت الأمر طاولة الحوار، التي باتت أشبه بمجلس الحكم الانتقالي التأسيسي. فأعلنت تمديد العطلة حتى آب المقبل. وبالفعل بدأ تنفيذ القرار فورا: تصريف أعمال في الحكومة. وإضاعة وقت في مجلس النواب. حكوميا ذهب الوزراء إلى جلسة اليوم وهم يعلمون سلفا أن الملفات الجدية المنتظرة منهم، مؤجلة. لا إنترنت. لا تعيينات في المراكز الأساسية. لا نفط ولا غاز الآن. لا شيء جديا… كل شيء مرحل إلى آب. في الشهر اللهاب يستحق تعيين رئيس أركان جديد للجيش، فيفتح معه ملف سلة تعيينات أخرى. وعلى الطريق تكون قد أنضجت تسويات ملحقة… في الغاز، مسألة مجرد توقيعين، انتظرا ثلاثة أعوام ونيف، فيمكن أن ينتظرا بضعة أسابيع بعد… في النفايات، 80 مليون دولار هو الفرق بين عرضين حول تلزيم واحد… يمكن أن يكون فضيحة، أو إنجازا… في الإنترنت عبد المنعم يسوي وضعه، لأن السنيورة استفاد من انهيار الحريري، ومن مقايضة مناقصات جهاد العرب… كل ذلك يقتضي انتظار آب… لكن المهزلة الكبرى في مجلس النواب. فاللجان النيابية المكلفة إعداد مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية، بات عليها فعليا نقل مقر اجتماعاتها من ساحة النجمة إلى برج بابل… ضاع أعضاؤها كليا. ما عادوا يعرفون ماذا يناقشون. ضيعهم زعماؤهم وضيعتهم خلاصات طاولة الحوار… بدأوا بمختلط… انتقلوا إلى نسبية متوسطة… عادوا إلى مشروع فؤاد بطرس… بحثوا في تعديلات كل منها… فجأة، أمس واليوم، طُلب منهم البحث في قانون خارج القيد الطائفي … اللبيبون منهم فهموا أن الموضوع صار مزحة. فطلبوا تعليق الاجتماعات، وانتظار نهاية الفرصة… كل البلد ينتظر أصلا نهاية الفرصة. وفي هذه الأثناء فرص كثيرة تضيع، وحقوق عامة تضيع أيضاً… آخرها الرملة البيضا… فماذا يحصل هناك؟ الجواب في تقرير ضمن نشرة الـ OTV.