بالطبع، ليس المختل العقلي من شغل العالمَ جراء احداث ميونيخ… صحيح ان التقارير الرسمية للشرطة استبعدت فرضية الدواعش، وزكت سبب المرض العقلي لمرتكب المجزرة التي هزت المانيا والدنيا… الا ان الصحيح ايضاً، ان حال القلق والهلع جراء احداث ميونخ، اثبتت ان فوبيا الارهاب باتت من يومياتنا، وان كل دولة باتت تتصرف كأن داعش من اهل بيتها، ليعلو الصوتُ بعد اي خلل امني او حادث او طارئ، فيؤكد ان داعش مُدانة، حتى اثبات العكس… الا ان السؤال يبقى عما اذا كان الخلل العقلي يختلف عن الغسل العقلي الذي يعاني منه جيل ارهابي كامل، انساق خلف دواعش ونصرويين، جراء خلل اجتماعي، وخلل تربوي، وخلل ديني حتى، في ظل حملات تشويه الدين… فبعد ليل ميونخ، تعددت الاسباب وبقي القلق واحداً… وفيما اوروبا ماضية في قلقها، اردوغان ماض في تشحيل اسباب القلق الذي طرق بابه منذ اسبوع… حملات التطهير مستمرة مع اصابع اتهام اوضح: هو يعلن ان غولن خلف محاولة الانقلاب، وقضاؤه يعلن ان غولن يعمل بايعاز من اميركا… ليبقى مسلسل الاتهامات مستمرا، فيطيل مسلسل الاحداث التركية… وبين انقرة وميونخ، يبقى لبنان منتظِراً، لا جديد ولا خروقات ولا تطورات… نقف كالمتفرج، نرمي عيناً على اداء اردوغان، ونراقب بالعين الاخرى احداث المانيا…