هل هو خرق جدي في جدار الأزمة؟ أم مجرد مناورة أخرى لتحسين أمد إدارتها؟ هل هي بداية فعلية للخروج من النفق؟ أم محاولة صادقة لإنارته، تمهيداً للتعايش معه طويلاً؟ هذه هي الأسئلة التي قفزت إلى أذهان معظم المشاركين في اليوم الثاني من خلوة الحوار … فللمرة الأولى منذ انطلاق قطار الحوار اللبناني في صيغه المتعددة منذ 2 آذار 2016، وصل اليوم في عين التينة إلى مقاربة أولى من نوعها، لتطوير نظام الطائف … أو لتطبيقه مع بعض التعديلات التي قد تكون طفيفة أو جذرية … المهم أن النقاش انتهى إلى العرض التالي: إنشاء مجلس شيوخ، من دون إلغاء الطائفية… والموافقة على اعتماد قانون اللقاء الأرثوذكسي لانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ، مقابل الموافقة على نسبية كاملة، لانتخاب أعضاء مجلس النواب … ومع هذه المقايضة يحصل اللبنانيون “بونس”، على لامركزية … وربما الملفات الحكومية الأخرى العالقة … العرض في ظاهره كبير ومشجع. والبعض يقول مغر … لكن دونه تفاصيل كثيرة. من نوع: أي صلاحيات لمجلس الشيوخ؟ لمن رئاسته؟ ثم أي نسبية لقانون انتخاب النواب؟ وهل يكون لبنان كله دائرة واحدة؟ لكن الأهم بالنسبة إلى المراقبين مسألتان: أولاً، ماذا عن انتخاب الرئيس؟ وثانياً، ماذا لو كان الذهاب إلى طرح تعديلات دستورية، كتلك التي يقتضيها قيام مجلس شيوخ، سيؤدي إلى تحميل الشغور الرئاسي أثقالاً إضافية؟ مما يوقع الحوار في دوامة “مرتا مرتا …” فيما المطلوب رئيس! علماً أن مدير الحوار قدم التطمينات والضمانات. إذ أكد الرئيس بري أن أي اتفاق يحصل، على أي بند كان، يظل معلق التنفيذ، بانتظار الاتفاق على الرئاسة … هل تتأكد الإيجابية غداً وبعده؟ أم نعود إلى المراوحة؟ الجواب في تقريرنا المفصل عن اليوم الثاني من الحوار … لكن بداية، تعالوا لنذهب معاً في قصة كما الخيال، مع إدمون وآني، اللذين عرفا اللقاء، ثم الحب وأخيراً الزواج … من دون ولا نظرة … قصة إدمون وآني في تقرير خاص ضمن نشرة الـ OTV.