في وقت لا تزال هدنة غزة بين أخذ ورد، وسط تضارب الشروط المتبادلة ورفع السقوف فيما الناس يموتون من القصف او يتضورون جوعاً، منتظرين مساعدات غذائية تُلقى اليهم من الجو، جزم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن أن الوسطاء يعملون بلا كلل لسد الفجوات المتبقية سعياً للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. بلينكن الذي اشار الى ان اسرائيل عاودت ارسال مفاوضين لمتابعة العملية، رأى في ذلك شعوراً بإمكان التوصل الى اتفاق. وكان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن ان أن اسرائيل سترسل وفدا الى الدوحة، على رغم وصفها للمقترح الاخير لحماس بغير الواقعي.
اما لبنانياً، فالشعارات في الذروة، فيما الدولة في الحضيض، بلا رئيس ولا مؤسسات ولا اقتصاد ولا مال.
ففي الموضوع الرئاسي، وعلى رغم تطمينات كتلة الاعتدال بأنها “مكملة وما في شي بيوقفها”، وفي وقت يواصل سفراء الخماسية جولتهم على المسؤولين، على ان يزوروا الثلاثاء الرئيس العماد ميشال عون في الرابية، لا مؤشرات عملية الى حل قريب، بل مجرد مهل يحددها محللون عبر الشاشات والمواقع، لم تصح منها ولو جملة واحدة منذ بدء الفراغ الرئاسي الى اليوم.
وفي ملف المؤسسات، السطو على صلاحيات رئاسة الجمهورية فضيحة الفضائح الميثاقية، وآخر الصارخين في هذا المجال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الذي يشغل اليوم ارفع منصب سياسي مسيحي في الدولة، حيث يُستبعد من جانب نجيب ميقاتي عن مختلف المحطات واللقاءات.
اما في الشأن الاقتصادي والمالي، فحدِّث ولا حرج: حلول ترقيعية ظرفية يومية، في مقابل ارادة اصلاحية معدومة، وعمل حثيث على قاعدة عفا الله عما مضى، فمن سَرق قد سرَق، فيما المواطنون المنهوبون ضائون بين وعود كلامية، واجراءات عملية تناقض الوعود.
تبقى الاشارة اخيرا الى انطلاق ثلاثية 14 آذار التيارية هذه الليلة، بالعشاء التمويلي الذي يلقي خلاله النائب جبران باسيل كلمة تنقلها الاوتيفي مباشرة على الهواء في تمام العاشرة ليلاً، على ان تستكمل الفعاليات غداً بلقاء حواري شبابي، والاحد بالمؤتمر السنوي العام للتيار