IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” ليوم السبت في 9/6/2018

أربعة مستجدات- مؤشرات تستدعي التوقف عندها، لارتباطها بشكل متفاوت بالوضع اللبناني وتأثيرها عليه بشكل مباشر:

الأول هو التفاهم الدولي- الاقليمي، الروسي- الأميركي- الاسرائيلي- الأردني على تسليم النظام السوري منطقة جنوب سوريا الاستراتيجية، والتفاهم على انتشار قوات النظام السوري، من دون اللجوء إلى جراحة عسكرية كما حصل في مناطق أخرى، وذلك مقابل انسحاب ايران وحلفائها من المنطقة، وفق معادلة- معضلة هي: القبول بالجيش السوري والقبول ببقاء الأسد، لقاء عدم القبول ببقاء ايران و”حزب الله” في المنطقة. وهذه المعادلة رد عليها السيد حسن نصرالله في يوم القدس بشكل واضح، مستندا إلى ما تحقق في السنوات الماضية، والذي كرس معادلة ان ايران و”حزب الله” هما الأقوى على الأرض، وان من يسيطر على الأرض هو من يمسك زمام المبادرة.

الثاني هو الأصوات الأميركية التي ترتفع في واشنطن، والتي تقول ان الاستثمار السياسي والعسكري والأمني في لبنان فاشل، وان هناك ضرورة لاعادة النظر في المساعدات العسكرية للبنان. هذه المواقف التي يتم تسليط الضوء عليها في اسرائيل وبعض الدول العربية، تأتي في خضم التوتر بين طهران وواشنطن التي يسوق مؤيدون فيها لاسرائيل ان “حزب الله” بات يسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، وان لبنان أصبح موطىء قدم قويا ومتقدما لايران على المتوسط وفي المنطقة.

الثالث هو انفجار الأزمة الصامتة بين الخارجية اللبنانية والمفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، على خلفية غير مباشرة ممتدة ومتراكمة بدأت ببيان مؤتمر بروكسيل 2 لدعم مستقبل سوريا والمنطقة في نيسان الماضي، والذي تحدث عن توطين النازحين واندماجهم وانخراطهم في سوق العمل في الدول المضيفة، وخلفية مباشرة سببها ممارسات المفوضية التي تعمد إلى تسجيل أسماء الراغبين بالعودة، وتوجه إليهم أسئلة تثير خوف وريبة هؤلاء، وتدفعهم إلى العدول عن قرار العودة مثل التلميح للعائد انه ذاهب إلى مناطق غير آمنة وغير محمية، وان لا غطاء دوليا أو أمميا حيث يذهب، وبأن الخدمة العسكرية الالزامية بانتظاره، وان المساعدات الأممية ستتوقف عنه اذا ترك لبنان، وان أرضه لم تعد صالحة للزراعة، وان البطالة متفشية وان لا رعاية طبية، أي باختصار تصوير لبنان جنة وسوريا جحيم، وهو ما حدا بالوزير باسيل إلى اتخاذ اجراءات حدها السيادة وسقفها المصلحة الوطنية بمعزل عن جوقة النحيب والنعيب.

الرابع هو البطء والتريث في عملية التأليف، عكس ما قيل عقب التكليف، والأسئلة المطروحة عما إذا كانت الأسباب داخلية أم خارجية، ولها علاقة مثلا بالاشكال الفرنسي- السعودي على خلفية كلام ماكرون عن احتجاز الحريري وتدخل فرنسا لمنع انفجار الوضع في لبنان.

في هذا الوقت، هدأت عاصفة التجنيس بعد حفلة التخبيص والتيئيس. والمفارقة ان من أدى دور رامبو في مرسوم التجنيس، هو نفسه يلعب دور طوبيا البار في موضوع النازحين.