Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم السبت في 16/06/2018

الأزمات الطارئة على خط عملية تأليف الحكومة، من مرسوم التجنيس إلى القناصل الفخريين، إلى ملف النازحين والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لا تخفي عاملين أساسيين يتحكمان بسير التأليف: عامل العقد والتعقيدات الداخلية، والعامل الاقليمي.

أربع عقد تنتظر الحل لتسهيل الطريق أمام الرئيس المكلف لعودة ثالثة إلى السراي الكبير:

العقدة الأولى سنية: الحريري يرفض توزير أي سني من الخارجين عن العباءة “المستقبلية” ولو كانوا عشرة، يعتبر ان وزيرا واحدا في الحكومة يمثل عشرة ومن حصة الرئيس، وهو طرح لا يقبله “حزب الله” ولا يقبله النواب السنة الذين يعتبرون ان لهم الحق في ان يتمثلوا بوزيرين، عملا بالقاعدة المتبعة لكل 4 نواب وزير.

العقدة الثانية درزية: 7 على 8 مع وليد جنبلاط، وطلال ارسلان لوحده ولا حق له بالتوزير، هذا منطق وليد جنبلاط. في المقابل منطق جنبلاط صحيح انطباقا على العدد: 7 نواب دروز يحق لهم بوزيرين فكيف يكون له وزير درزي ثالث. عقدة تنتظر مساعي “حزب الله” ومقترحات الحريري وموقف بري.

العقدة الثالثة مسيحية لكنها ليست بصعوبة العقدتين السنية والدرزية. الأجواء أخذت بالتبلور واقعيا وموضوعيا، بعيدا عن العواطف والشعر، وما قاله نائب تكتل “لبنان القوي” جورج عطالله عن لقاء قريب بين جبران باسيل وسمير جعجع، يغني عن الاسهاب بما ستحمله الأيام من ترجمة لمواقف مشتركة “عونية”- “قواتية” للعودة بالأمور إلى جادة المنطق والهدوء.

العقدة الرابعة تشمل تمثيل الأرمن بوزيرين ل”الطاشناق” أم وزير للحزب والثاني للحريري، وبتمثيل “القومي” من الحصة المسيحية، وهو ما تتحفظ عليه قوى مسيحية. علما ان معطى بدأ يتظهر أكثر وهو ان “الكتائب” ستكون خارج الحكومة، ما لم يطرأ عامل ايجابي لمصلحتها.

ومن العقد الداخلية إلى التطورات الاقليمية- الدولية، وتحديدا الصراع الايراني- السعودي، ولبنان أحد عناوين هذا الصراع وربما ساحة له، معطوفا على الضغوط الأميركية على ايران، ليس فقط في النووي بل في السياسة والميدان بشكل خاص، من العراق إلى اليمن إلى غزة إلى لبنان، بما يوحي ان العملية ليست في الأحجام والحصص الداخلية، بمقدار ما هي أوزان ومواقع اقليمية- دولية.

في المحصلة، هذا يعني ان محركات الحكومة ليست معطلة بل معطلة ونص، على حد تعبير الرئيس بري الذي قال إنه إذا انقضى الأسبوع الأول بعد عطلة الفطر من دون حكومة، عندها لن يجدونني هنا لأني سأكون في اجازة خارج لبنان. المؤشرات الأولية لا توحي ان الحكومة لناظرها قريبة.