الحكومة لن تتشكل، والقرار في الخارج. النازحون لن يعودوا، وما باليد حيلة. الحريات مقموعة، وصرنا نعيش في نظام أمني. الاقتصاد منهار، ولا أمل بإنقاذه. الكهرباء مقطوعة، وتأمينها أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين مستحيل. البيئة ملوثة والنفايات في كل مكان، ولا حلول في الأفق.
صورة سوداء، عن واقع ليس بمثالي، يسوق لها البعض. وكأني بهؤلاء، يدفعون اللبنانيين إلى حافة اليأس، وصولا إلى الانتحار.
وكالعادة، جميعهم يائسون، إلا هو. جميعهم حاقدون، إلا هو. جميعهم مستسلمون، إلا هو. هكذا كان، وهكذا هو اليوم، وهكذا سيبقى.
أيها اللبنانيون، لا تنتحروا. قالها رئيس الجمهورية اليوم. شكلوا الحكومة، وكونوا أبعادا لبنانية في الخارج، وليس أبعادا خارجية في لبنان. لا توفروا جهدا لإعادة النازحين، بما في ذلك التنسيق مع سوريا وغيرها. تأكدوا من الشائعات قبل نشرها، فلبنان بلد الحرية، تحت سقف القانون، وشرط احترام حرية الغير. حولوا اقتصادكم من ريعي إلى منتج، ولا تقبلوا إلا بفتح معبر نصيب وغيره لتسويق الانتاج وكسر الطوق. طبقوا خطة الكهرباء الموضوعة منذ عام 2010، ولا تنصتوا للأكاذيب، التي بات يلخصها عنوان البواخر. عالجوا بيئتكم، واجترحوا حلا لأزمة النفايات، فالحلول موجودة والتطبيق ممكن، وأنتم لستم بشعب قاصر.
في عيد الأضحى المبارك، الذي نتمنى أن يحمل الخير للبنانيين عموما، والمسلمين خصوصا، دعوة صريحة من رئيس الجمهورية إلى بعض اللبنانيين، بألا ينتحروا، كي لا يضحوا بالوطن، فهل من مستجيب؟