الذين يعتقدون ان الأرقام في التاريخ مجرد مصادفات… عليهم ربما ان يتأملوا هذا الرقم في هذه التواريخ:
في 6 شباط 1984، انفجرت بيروت ومعها لبنان، كان يومها ما سمي انتفاضة، وكان نبيه بري ووليد جنبلاط معا، ضد أمين الجميل، وكانت خلف الثلاثة اصطفافات كبيرة من العالم والإقليم حتى لبنان، وكان يومها ميشال عون قائدا ميدانيا ، في حرب، تخطت كل الميادين…
مضت الأيام حتى كان 6 شباط 2006، يومها فوجئت بيروت بتفاهم ضاحيتها، بين جنرال وسيد، وبين تيار وحزب، كان بري مراقبا، وجنبلاط منتقدا، باسمه وباسم اخرين، والحريري بعيدا، لكن التفاهم جاء في توقيت مثالي، بين موقعةْ قبل نهار، وعدوانْ بعد أشهر …فوأد فتنة الأولى واحتضن الوطن من تداعيات الثاني …
ومضت الأيام مجددا، حتى 6 شباط 2018، لقاء ثلاثي في بعبدا، حيث عون رئيسا، وبري والحريري شريكين، لقاء لمواجهة تهديدات اسرائيل وتعدياتها، ولمعالجة رواسب أزْمات نظام ، مصنوع لصناعة الأزمات …
هكذا تتكرر مصادفة التواريخ، كأنما لتقول ان الحلقة قد أقفلت أو اختتمت، وان هذا هو لبنان ، سلسلة لا تنتهي ولا تتوقف من الأزمات والتفاهمات، وهي باقية، ما بقي لبنان، لأن الأهم ان يبقى …