على مسافة ثلاثة واربعين يوما من استحقاق 6 ايار، اعلن “التيار الوطني الحر” لوائحه الانتخابية ومرشحيه والحلفاء، في احتفال اختلف في الشكل والمضمون عن سائر الاحتفالات والمهرجانات الانتخابية. في الشكل احتفال ناجح منظم معبا حيوي. هو الاحتفال الاكبر في الحضور وعدد المرشحين الذين غطوا مساحة الوطن من عكار الى حاصبيا ومن بيروت الى البقاع. ستة وثمانون مرشحا حزبيا وحليفا في 12 دائرة من اصل 15 يشكلون مروحة وطنية تعددية من كل المكونات والاطياف اللبنانية.
اما في المضمون فكلمة محملة بالدلالات مكثفة بالاشارات لرئيس التيار جبران باسيل تضمنت الكثير من التصريح الواضح والقليل من التلميح الاوضح. من اهم خطابات الحملات الانتخابية حتى الساعة. خطاب عملي واضح مفهوم ومعبر ومباشر تعبوي وسياسي.
البارز في كلمة باسيل اعادة الجدولة للاولويات والعلاقات والسياسات والاساسيات. اكد باسيل وفي اكثر من محطة في كلمته، على العلاقة الاستراتيجية مع المقاومة، وثبت معادلة الشعب والمقاومة في لبنان القوي الذي هو الجيش حكما. واوضح في كلمته ان الثغرة في العلاقة مع “حزب الله” في موضوع الفساد قد سدت وختمت بعد التوافق على الترافق سوية في المعركة على الفساد في الداخل والذي يعادل في شروره الخطرين الاسرائيلي والتكفيري، فتكون الرؤية واحدة ليس فقط في الخيارات الاستراتيجية بل ايضا في الخيارات الداخلية.
باسيل الذي حيا سيد المقاومة سيد الوعد الصادق الذي اطلق المعركة على الفساد في كلمته الاخيرة، باسيل هاجم الميليشيات التي خلعت بزة الشارع وارتدت بزة الشرعية محاولة اكتساب وتوسل المشروعية، متعهدا التصدي لها ومنعها من ان تصبح قضاء لا رد له وقدرا لا مفرا. مع المقاومة ضد الفساد ومع الشريك “المستقبل” لحل ازمة النازحين ومع الفريق الذي اعلن معه مصالحة للاقلاع عن المزايدات واكاذيب الكهرباء بعد ان تكون الانتخابات عبرت وان نعود مع بعض ونحافظ على الاخوة.
عهد التيار ووعد الصادق معادلة ستعود لتشغل قراءات وتشعل اهتمامات.