IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الأحد في 27/6/2021

لا داعي للهلع. عبارة لم يعد لها معنى في القاموس اللبناني اليوم. فكل أسباب الهلع موجودة وتتكاثر سياسيا واقتصاديا وماليا ونقديا ومعيشيا واجتماعيا وصحيا وتربويا،… واللائحة تطول.

لكن، إذا كانت دعوة الناس الى عدم الهلع غير واقعية، تماما كإنكار الأزمة او محاولة تبريرها، او ابتكار الذرائع للمسؤولين عنها وابتداع الحجج للمنتفضين ضدها في المكان الخطأ،… فالواقعية إياها تقتضي إعلان حقيقة الأوضاع بلا لف او دوران، ليس لرفع منسوب الهلع ولا لخفضه، فهذا ليس الأساس، بل للبدء في حل الأزمات، الواحدة تلو الاخرى، وصولا الى الحل الكبير، وهذا وحده الكفيل بطمأنة النفوس،…والحل الكبير يبدأ طبعا بالسياسة، وله أبعاد داخلية وخارجية يعرفها الجميع.

وإعلان الحقيقة بلا لف او دوران، يتطلب أولا الإشارة الى أن الأزمة في لبنان باتت تتعدى الحكومة الى ما هو أعمق وأشمل. وهذه الأزمة التي انفجرت اليوم، لم تولد اليوم، بل منذ إقرار اتفاق الطائف، الذي طبقت حسناته الكثيرة بشكل سيء، وسيئاته القليلة بشكل جيد.

وإعلان الحقيقة بلا لف او دوران، يتطلب ثانيا التأكيد بأن الزلزال الحياتي الذي نعيشه اليوم لم يضربنا اليوم، بل منذ بدء تطبيق سياسات اقتصادية ومالية ونقدية خاطئة في التسعينات، سكت عنها كثيرون، واستفاد منها كثيرون. وهذه السياسات الخاطئة كان لها غطاء خارجي يؤمل أن يكون تبدل، في موازاة غطاء داخلي لا تزال تجسده منظومة فاسدة، متجذرة في مختلف القطاعات.

وإعلان الحقيقة بلا لف او دوران، يتطلب ثالثا وأخيرا، اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من المحاولات المستمرة الى دفع الإصلاحيين الحقيقيين نحو اليأس والاستسلام، تارة بالإصرار على محاولة طمس التاريخ القريب، عبر تبديل أقنعة البعض، لينقلبوا بين ليلة وضحاها الى رموز للاصلاح، وطورا من خلال التمسك بالتسويق لفكرة أن الفاسد ومن حارب الفساد، هما وجهان لعملة واحدة فقدت قيمتها.

لا داعي للهلع. لا يحتاج اللبنانيون اليوم الى مثل هذه الشعارات الفارغة، بل الى خطوات عملية نحو الإنقاذ. فهل يكون تشكيل الحكومة المنتظرة برئاسة سعد الحريري هو المدخل؟.

بحسب معلومات حصلت عليها الOTV من مصادر معنية، ثمة حراك فعلي ينطلق من الأفكار التي طرحها رئيس “التيار الوطني الحر” في كلمته التي تضمنت دعوة أعلن الأمين العام ل- “حزب الله” أنه سيلبيها. وقد انطلق البحث في الموضوع وفق معلومات الOTV خلال اللقاءات التي جمعت قيادة “التيار الوطني الحر” ب- “حزب الله”، ثم اللقاءات الاخرى التي شملت أمل والمستقبل، على وقع الاعلان عن تهدئة إعلامية.

فهل تثمر المحاولة هذه المرة؟، المعنيون من مختلف الاتجاهات أكدوا للOTV انها جدية، لكن العبرة تبقى دائما في النتائج الملموسة.