لا حكومة قبل الرابع من آب.
أما بعد الذكرى السنوية الأولى لكارثة المرفأ، فالموعد يتجدد في بعبدا الخميس، على أمل حل العقد المتبقية، كي يتم الاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على حكومة تحترم الدستور والميثاق ووحدة المعايير، لتكون قادرة على إنقاذ البلاد، وإلا فالمهلة غير مفتوحة وليفهم من يريد أن يفهم، كما شدد الرئيس نجيب ميقاتي اليوم.
وفي هذا السياق، سألت مصادر مطلعة عبر ال أو.تي.في. عن الهدف الفعلي من وراء التمسك بحقائب معينة وتثبيتها لفريق أو فريقين من دون الآخرين، معتبرة أن في ذلك ما يناقض أحد المبادئ الأساسية للمبادرة الفرنسية التي تتحدث عن المداورة في الحقائب الوزارية، وهذا ما تم التفاهم عليه في لقاء قصر الصنوبر الشهير مع الرئيس الفرنسي. وإذ ذكرت المصادر بأن الصيغة الأولى التي طرحها الرئيس سعد الحريري في مرحلة تكليفه كانت راعت هذا الموضوع بعض الشيء، قبل أن يبدل رأيه ما أدى إلى عرقلة التشكيل وإضاعة تسعة أشهر على اللبنانيين، خلصت الى التشديد على ان عدم التقيد بمبدأ المداورة هو الذي يخلق المشاكل في المرحلة الحالية ويعرقل تأليف حكومة، لبنان واللبنانيون في امس الحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وفي انتظار الخميس، وربما ما بعد الخميس، إذا ظل طيف المرحلة السابقة لتكليف الرئيس ميقاتي يرخي بظله على عملية التأليف، بادر تكتل لبنان القوي إلى الطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال كتاب خطي، الدعوة إلى جلسة تخصص للتصويت على رفع الحصانات، وذلك خلال ثمان وأربعين ساعة، بناء على نص النظام الداخلي للمجلس النيابي، فهل من مستجيب؟ أم ان المزايدات السياسية والانتخابية ستبقى سيدة الموقف، على منوال مشهد أحد التحركات الحزبية في الأشرفية اليوم؟
في انتظار الجواب، تكتل لبنان القوي الذي تقدم باقتراح قانون متعلق بإعادة إعمار المرفأ بدءا بقوننة إدارته على عكس الوضع الذي كان سائدا منذ عام 1991، دعا رئيسه النائب جبران باسيل في كلمة له اليوم إلى المشاركة في التحرك الصامت الذي ينظم أمام كنيسة سيدة الانتقال في الأشرفية الثامنة من مساء الغد عشية ذكرى الانفجار.
أما على المستوى الأمني، فقد نجح الجيش في ضبط الأوضاع في خلدة، ليبقى السلاح المتفلت قضية القضايا في لبنان، من عاليه إلى عكار، حيث قتل الرصاص الطائش طفلة بعمر السبع سنوات، لتضحي الوحشية سمة غالبة في مجتمعنا اللبناني، الذي تغيب فيه قبل سلطة الدولة، سلطة الأخلاق وسلطة القيم الإنسانية التي من دونها لا تمييز بين الإنسان والحيوان…
لا حكومة قبل الرابع من آب.
حقا، الأمر لم يعد مهما…
فالأهم، لا أن تكون لنا حكومة اليوم، بل أن تصبح لنا دولة في يوم من الأيام.
الأيام.