IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”OTV” المسائية ليوم الجمعة في 2024/10/04

بماذا ينفع بعد اليوم تعداد الشهداء، أو إحصاء الجرحى، أو إبداء الصدمة لحجم الأضرار؟ فلبنان كله هو الشهيد، وشعبه بأجمعه هو الجريح، واسمه عزه، بات مرادفا للخراب والدمار.

أما المسؤولون فهم:

أولا، إسرائيل التي لا حدود لإجرامها، المتعطشة أبدا للدم، منذ فرض كيانها بالقوة على أرض فلسطين، التي شرد شعبها ولم يزل، ومنذ مجازرها غير المنسية في قرى الجنوب، ثم اجتياحها الأول عام 1978، والثاني سنة 1982، إلى عدواني 1993 و1996، فحرب تموز 2006، وصولا إلى اليوم، فضلا عن خروقاتها المتواصلة للسيادة اللبنانية على مر السنين، برا وبحرا وجوا، حتى بعد انسحابها عام 2000.

ثانيا، المجتمع الدولي كاملا، بهيئاته ودوله، الصامت الأكبر إزاء كل ما ارتكب في حق لبنان سابقا، والمتفرج على نحره اليوم، لا بل الساعي إلى ترجمة التطورات الميدانية الراهنة على المستوى السياسي، ولاسيما الرئاسي. مجتمع دولي أحجم عن المساعدة في تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، وعن حل مسألة النقاط الحدودية العالقة، وعن إيجاد المخارج لقضية اللجوء الفلسطيني على ارض لبنان، بما يسحب ذريعة حمل السلاح من أيدي مواطنين لبنانيين، من حقهم أن يدافعوا عن أنفسهم ويحرروا أرضهم.

ثالثا، وأخيرا، الطبقة السياسية اللبنانية، التي فشلت في التفاهم مع حزب الله على استراتيجية دفاعية لا هجومية، وعن بناء دولة تستفيد من عوامل القوة، وتجيرها لمصلحة الوطن.

طبقة أضاعت الوقت والفرص، وتلهت بالمناكفات والنكد، حتى حلت المصيبة، انهيارا ماليا واقتصاديا، وفراغا سياسيا… مستمرا الى اليوم.

ولكن، اما وقد وصلنا الى هنا، فلا مهرب من الحوار. الحوار بأي شكل من الأشكال، وبين جميع اللبنانيين، من خلال القوى التي تمثلهم في السياسة. حوار صادق بناء، لا حوار الطعن في الظهر، وتدبير المكائد. حوار البحث عن مخارج واقعية، تجمع ولا تفرق، تحتضن ولا تعزل، تبني انطلاقا مما تبقى، ولا تهدم، كل ما بقي. فهل من يتعظ؟

هذا هو السؤال الكبير، بحجم عدد الشهداء والمصابين، وحجم الدمار الذي أصاب لبنان.