الحدود الجنوبية مصدر تهديد مستمر منذ عقود، وخروقات اسرائيلية يومية، تشطب السيادة وتعتبر اتفاق وقف اطلاق النار وكأنه غير موجود.
وأما الحدود الشرقية والشمالية، التي شكلت منذ سنين مدخلا لاحتلال عسكري ثم نزوح، فصارت منذ التغيرات الاخيرة على رأس السلطة في سوريا مصدر قلق أمني دائم، من مظاهره الراهنة، ما تشهده الساعات الاخيرة من تصعيد اعتبره الرئيس جوزيف عون غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر، مشيرا إلى أنه اعطى توجيهاته الى قيادة الجيش للرد على مصادر النيران، في وقت كان مجلس الوزراء يقارب المسألة الحدودية بتشكيل لجنة.
واليوم، صدر عن الرئيس العماد ميشال عون بيان اعتبر فيه ان لبنان معرض لخطر كبير متأت من تحديات ثلاثة:
أولا، تمادي إسرائيل في اعتداءاتها وانتهاكها للسيادة اللبنانية من دون أي رادع، وسقوط الشهداء والضحايا يوميا في قراهم وأراضيهم، رغم ترتيبات وقف إطلاق النار ذات الصلة بتطبيق القرار 1701.
ثانيا، تفلت الحدود البرية مع سوريا واستباحتها من قبل جماعات متعددة الانتماءات في عمليات تهريب وعبور غير شرعي، وحوادث متكررة ومتصاعدة، ومواجهات مسلحة واعتداءات طالت قرى وبلدات على الحدود الشرقية والشمالية وصلت الى حد اختطاف وقتل وذبح مواطنين لبنانيين. وما النداءات والتحذيرات الصادرة عن الأهالي والمسؤولين المحليين في تلك المناطق سوى إنذارات وإشارات للأعظم الآتي.
ثالثا، تابع بيان الرئيس ميشال عون، تزايد أعداد النازحين السوريين من دون وجود أي خطة أو افق، لبناني أو دولي، واضح لمعالجة قضيتهم، على الرغم من المتغيرات السياسية المستجدة في سوريا وانتفاء أي مبرر كان يدعى لعدم عودتهم، أضف الى ذلك موجات النزوح الجديدة في الفترة الأخيرة.
وتابع الرئيس ميشال عون: المطلوب اليوم من المسؤولين، المبادرة الفورية الى اتخاذ الاجراءات اللازمة حفاظا على سلامة الوطن والمواطنين، وتحمل المسؤولية التاريخية لمواجهه التحديات المصيرية المحدقة بلبنان، فكل هذه الأحداث تستوجب انعقاد المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الخطوات المناسبة لمجابهة الأخطار المهددة لأمن وسلامة الوطن، وهذا واجب وليس خيارا لمن هم في موقع المسؤولية، ولا يظنن أحد من أبناء هذا الوطن، أنه سيكون بمنأى عن تداعيات هذه الأخطار، فالوطن واحد، وما يطال جنوبه او شماله أو شرقه يطاله كله ويطال قلبه، فلا تستخفوا ولا تستهينوا، ختم بيان الرئيس العماد ميشال عون.