أمل اللبنانيون الإفادة من النافذة السياحية المتاحة بفعل تدفق الوافدين عل اقتصادهم ينتعش ولو قليلا أو بأضعف الإيمان علهم يتصالحون مع خبز يومهم لكن ما يدخل لبنان عبر أبوابه المشرعة من ويلات الداخل والخارج ضيق نافذة الأمل السياحية وأضاع البلد ما بين الفقر والعتمة وتعطيل المؤسسات الدستورية والإدارات العامة مع تأثير ذلك على القطاع الخاص وعلى الحياة بصفة عامة حتى بتنا نقترب أكثر فأكثر نحو خطر انحلال الدولة بكل معنى الكلمة.
وليس أدل على هذا الواقع من كلام أحد رجالات الدولة اللواء عباس ابراهيم الذي قال إن لبنان ليس حاضرا على طاولة المجتمعين الإقليمي والدولي الا كونه وطنا جديدا للاجئين والنازحين وهو وطن يطوف على رمال متحركة والدولة تسقط بشكل متسارع ولم يبق منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية، وللأسف ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الآخرون وصندوق بريد إلى كل الإتجاهات وهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر.
وإذا كان الاشتباك السياسي مستعصيا على أي حلول فإن الطامة الكبرى ملاقاة أهل الإدارة العامة للسياسيين في منتصف طريق الاجهاز على الدولة ومؤسساتها من خلال الاصرار على الاضراب المفتوح دون أفق وهم كمن يطلق النار على قدميه والنتيجة لا إيرادات للخزينة ما يعني تجفيفها ولا رواتب للموظفين أنفسهم نهاية تموز مع توقف دائرة الصرفيات في وزارة المال عن العمل نهائيا كما أعلنوا.
السؤال الأهم هو كيف ستكون صورة الوضع الاقتصادي لحظة يغادر آخر مصطاف لبنان ويتوقف تدفق دولارات السياحة؟ وأي منقلب سنمسي عليه مع الانسداد غير المسبوق في الأفق المحلية قاطبة؟؟
في هذا الوقت شدد المنسق الخاص للمساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان عشية اختتامه زيارته لبنان على أن باريس والرئيس ايمانويل ماكرون لن يتركا لبنان الا انهما ينتظران من لبنان ان يسارع فورا إلى الإيفاء بالتزاماته ويشرع فورا في تحضير الارضية لإتمام الاتفاق مع صندوق النقد الذي يجنب لبنان السقوط أكثر.