IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم الأحد في 02/10/2022

لطالما كان البحر ولا يزال مصدر رزق أقله من أيام الفينيقيين وإلى كريستوف كولومبوس وأميركو وسواهم وعلى مر العصور وحتى الآن…

اللبنانيون اليوم وأكثر من أي وقت مضى يحدوهم الرجاء والأمل, وحصرا” بثروة بحرية غازية علها تنهض لبنان من هذه الأزمة الخانقة والعيشة المذلة وينتظرون إلقاء الشباك.

لكن الشباك اللبنانية لن ترمى “عالعمياني” حتى وإن كان زورق العرض الترسيمي الذي انتقلت به أمس السفيرة دوروثي شيا, الى رئيس الجمهورية العماد عون ونسخة منه الى رئيس البرلمان نبيه بري ونسخة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبحر في شكل مريح وإيجابي نحو نقطة الوصول الى تفاهم ثم اتفاق على الترسيم الحدودي البحري بين لبنان والاسرائيليين.

فبعد عشرة اعوام ونيف على مفاوضات, منها غير معلن ومنها معلن في مسار الترسيم البحري الجنوبي جاء هذا العرض الذي بلوره الوسيط الأميركي عاموس هوكستين بعشر صفحات مكتوبة بإيجابية وبنسبة معقولة من الانقشاع وقابلة أيضا” للتعديل في حال تتطلب الأمر تعديلات وذلك بحسب تأكيد عدد من المعنيين والمطلعين على الملف ومنهم السفيرة الأميركية.. وهو ما أوضحه أيضا” نائب رئيس البرلمان الياس بوصعب الذي أكد لتلفزيون لبنان حصول لبنان على نسبة عالية مما يريد وإن كان هناك ضرورة لترجمة دقيقة في نقاط التقنيات أو إذا كانت ثمة حاجة لتعديلات غير جوهرية.

اللجنة الفنية المختصة تتناول تفاصيل العرض في اجتماعها في قصر بعبدا الواحدة ظهر غد الاثنين وفي الساعة الثالثة ينعقد اللقاء الرئاسي الثلاثي: عون- بري- ميقاتي.
في الجهة المقابلة برز رأي يتسم بالمرونة: فرئيس الاستخبارات الاسرائيلية السابق عاموس يادلين وجد أنه من الممكن الوصول الى اتفاق بستفيد منه الفريقان اللبناني والاسرائيلي. وقال أيضا ما حرفيته: “ان السيد حسن نصرالله يشعر بالرضا لأنه حصل على كل ما يريد”. لكن يادلين أبقى على نسبة قليلة من احتمال عدم إتمام الاتفاق.

أما رئيس الحكومة يائير لابيد وإن تحدث بإيجابية عن موافقة اسرائيلية على ما أمنه العرض للمصالح الاقتصادية الاسرائيلية وعن ما سماه بحصول لبنان على حقل نفطي إضافي إلا أنه قال: لا بأس في ذلك, ويمكننا أن نحصل في المقابل على رسوم مالية بحسب تعبيره المثير للجدل.

في اي حال إذا كان هذا الملف الترسيمي أحدث حتى الآن أجواء إيجابية في لبنان إلا أن أجواء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي غير منقشعة خصوصا” مع وجود صعوبة بانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي نهاية هذا الشهر وخشية البطريرك الراعي من عدم الوصول الى رئيس في حال استمر ربط الانتخاب بالتوافق. لكن مجمل المواقف تحض على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة أو بعدها بفترة وجيزة.

وعلى ما يبدو من هنا شددت مواقف سياسية من جهات عدة في مقدمتها حزب الله على وجوب تأليف حكومة جديدة لتكون جاهزة للمهمات في حال لم ينتخب رئيس ضمن المهلة ولتكون الحكومة الجديدة متأهبة في ظل التطورات السلبية للملفات والأوضاع الاقليمية والعالمية القائمة.