يعبر لبنان الاثنين المقبل مدخل الأسبوع الرابع من شغور سدة رئاسة الجمهورية ولا دلائل على حلحلة داخلية في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة البرلمانية السابعة يوم الخميس المقبل.. وإذا كان نصاب الثلثين هو رقميا” عتبة دائمة في مسار انعقاد جولات الانتخاب الأمر الذي يبدو حتى الآن غير متوافر لكل جولة ثانية من أي جلسة فإن الذهاب الى مفهوم التسوية المسبقة, هو الخيار الثاني الذي قد ينجح بعده البرلمان في انتخاب رئيس الجمهورية.
الواقع الحالي لا يشي حتى اللحظة بانفتاح مسار للتحاور الداخلي لكن أوساطا” سياسية مطلعة أفادت أن رئيس المجلس نبيه بري لن يقف مكتوفا” وسيعمد بعد أن يمر شهر على الشغور الرئاسي الى رفع مستوى دوران محركاته وتوسيع حركة التشاور بكل الأشكال المتاحة من أجل تكوين دينامية داخلية في اتجاه تحقيق الانتخاب.
بالتوازي يؤشر لقاء ماكرون- محمد بن سلمان في بانكوك وورود لبنان بقوة في اللقاء إلى عودة الاتصالات الفرنسية الى مستواها العالي من أجل الحض والمساعدة على فتح مسار يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا ترى أوساط مراقبة أن أي حركة داخلية بالنسبة الى الانتخاب الرئاسي في حاجة بشكل أو بآخر الى إحاطة اقليمية- دولية إيجابية من أجل تسهيل تحقيق الهدف.
في اي حال وفيما أفادت أوساط واسعة الاطلاع عن مشاورات متتالية تجري ما بين ثنائي حركة “أمل” و”حزب الله”، وحلفائهما خصوصا ان اسم المرشح المدعوم من قبل الثنائي بات محسوما، وأنه سيصار الى الإعلان رسميا عن ذلك في المدى القريب يسعى الفرنسيون إلى وضع خارطة طريق جديدة تفضي إلى التقدم بمبادرة واضحة للانتخابات الرئاسية معطوفة على الملف الحكومي والملف الاقتصادي أيضا. وقد تنتظر هذه المبادرة مزيدا من المشاورات الفرنسية مع الآخرين، خصوصا مع الولايات المتحدة التي سيزورها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قريبا إلى جانب المحادثات القائمة مع الجانب السعودي. وبناء عليه، بحسب الاوساط يعمل الفرنسيون داخليا” الآن على خط رئيسي لا يقتصر على حوار مفتوح ودائم مع حزب الله، بل على السير في تواصل أوسع مع النائب جبران باسيل الذي زار باريس ومع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
تبقى الاشارة الى ان العيد التاسع والسبعين لاستقلال لبنان سيمر الثلثاء المقبل مرورا” مرا” أو قاتما” إذا صح التعبير ولكن لبنان سيبقى مستعدا” للتحليق من جديد على جناحي الرجاء والأمل.