إذا كان من الثابت أن الاستقلال يكرس أوطانا، فإن ذكرى الاستقلال لا تنتج حكومات، أو على الأقل هذا ما بدا في اليوم الاحتفالي الطويل، وبالرغم من المشهد الجامع سواء في العرض العسكري أم في القصر الجمهوري، غير أن قديم مشاورات التأليف ظل على قدمه، وهذا ما أكده الرئيس المكلف حين قال: الحل ليس عندي.
وكان الرئيس بري استبق لقاء بعبدا بالقول: “إن الصمت سيد الكلام هذه الأيام”، مسترشدا بالفنان العالمي تشارلي تشابلن.
وحده الوزير جبران باسيل قال ردا على سؤال حول امكانية ولادة الحكومة: إن شاء الله قبل الأعياد.
وكما كان الغياب الجنبلاطي عن حفل الاستقبال ليس بجديد، فإن تلافي الرئيس الحريري مصافحة السفير السوري ليس بجديد أيضا.
وفي مقلب آخر، كان نشطون من المجتمع المدني ينظمون تظاهرة احتجاجا على تردي الأوضاع، ترفع شعارات محاسبة الفاسدين وإلغاء الطائفية، عل وعسى يصل الصوت.
وفي الخارج، لفت مساء إعلان السعودية عن مغادرة ولي العهد محمد بن سلمان المملكة أول مرة بعد قضية الصحافي جمال خاشقجي، للقيام بجولة عربية، بالتزامن مع تصاعد الغزل الترامبي بالمملكة والشراكة معها.
بالعودة إلى لبنان، نهار الاستقلال مر على اللبنانيين، ولا سيما على أهالي تلامذة المدرسة الحربية، منغصا بل صادما، فقد كان ثلاثة من تلامذة المدرسة الحربية على موعد مع القدر المترصد دوما على امتداد طرق لبنان.