دخل لبنان في الشهر السابع من خلو كرسي رئاسة الجمهورية, وفيما ارتفاع منسوب الرهانات على الانعكاسات الإيجابية المفترضة للاتفاق السعودي الإيراني معاكس للمجريات الداخلية على مسار الاستحقاق الرئاسي فقد بات من الملح والمهم وجوب تحرك القوى السياسية لبلورة تفاهم مشترك يؤمن خطوة رئاسية نحو كسر الجمود الحاصل ولإحداث توازن على الساحة السياسية بهدف ملء الكرسي الرئاسي في قصر بعبدا في اقرب وقت ممكن وتحرير البلاد من أسر القضبان المعيشية وانتشال غالبية اللبنانيين من جحيم الانهيار الاقتصادي والمالي.
وفي الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة القيادات السياسية في لبنان للتحرك بشكل عاجل لانتخاب رئيس لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته كانت السفيرة دوروثي شيا تلتقي رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة.
وبالتوازي كان نائبه الياس بوصعب يلتقي البطريرك الراعي في بكركي ضمن جولته الرامية الى البحث عن فتح كوة داخلية في الجدار الموصد أمام الانتخاب الرئاسي..
ومن بكركي انتقل بوصعب نحو كتلة التجدد ثم الى معراب حيث التقى الدكتور سمير جعجع.. مع الإشارة الى أن بوصعب زار حارة حريك نهاية الاسبوع الماضي.
وإذا كانت الاتصالات على مستوى اللقاء الخماسي في شأن لبنان مستمرة بأشكال عدة على مستوى ممثلي دول اللقاء: فرنسا-الولايات المتحدة-السعودية-قطر ومصر فإن السفير السعودي وليد بخاري عاد الى بيروت ليعاود تحركه في لبنان حيث يبدأه غدا بلقاء المفتي دريان.
أما السفير القطري فقد قصد السراي اليوم واجتمع بالرئيس نجيب ميقاتي علما أن لقطر هامشا” من مجالات الاتصال بين حين وآخر مع السعودية ومع فرنسا وربما بإيران أيضا.
في أي حال محليا” إلى زيارة الياس بوصعب للبطريرك الراعي اليوم وقوله إن المسألة الآن أعمق من الأسماء سجلت في بكركي أيضا ولادة مجموعة: “مستقلون من أجل لبنان-لقاء الشخصيات والنخب المسيحية المستقلة” وهدفها تشكيل خيار مسيحي ثالث يراد له أخذ موقع وسط الإصطفاف المسيحي الحاصل.
اقليميا ترقب لزيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سوريا غدا وهي الاولى لرئيس ايراني منذ اندلاع الثورة و الحرب في سوريا عام 2011 وهي زيارة تسبق انعقاد القمة العربية في السعودية في التاسع عشر من ايار.. مع السؤال: هل تعود سوريا الى الحضن العربي من بوابة التفاهم السعودي-الايراني وتاليا تنعكس تلك العودة انفراجا في لبنان؟ وفي مسار عودة للنازحين؟.