قبل الخامس عشر من حزيران-تاريخ الحض الذي حدده رئيس البرلمان نبيه بري من أجل انتخاب رئيس للجمهورية تجري بعض الاتصالات الخارجية فيما تتكثف الاتصالات الداخلية خصوصا على مستوى المعارضة وتغييرين مع التيار الوطني الحر من أجل التوافق على إسم مرشح رئاسي لمنافسة رئيس المردة سليمان فرنجية المدعوم من مكون الثنائي حزب الله- حركة أمل وأصدقائه في السباق الى كرسي الرئاسة الخالية منذ سبعة أشهر إلا خمسة أيام، في وقت مرت سنة على الحكومة في وضع تصريف الأعمال وسنة ونصف الشهر على انتخاب البرلمان الجديد.
حتى الآن تفيد أوساط في المعارضة، في مقدمتها القوات اللبنانية أن د.جهاد أزعور هو الاسم التوافقي الذي يعمل من أجل إنجاز تفاهم تام عليه، لكن “لا نقول فول تيصير بالمكيول”. وعلى ما يبدو فإن رئيس حزب القوات سمير جعجع عبر عن هذه الصورة بقوله للنهار: أنا أطرح شخصيا علامات استفهام حتى أشاهد جبران باسيل في المجلس النيابي ويقترع لمصلحة أزعور للتأكد جديا من المسألة”. أوساط التيار الوطني الحر وصفت تفاصيل ما ورد في حديث جعجع بالمغلوطة وللرد صلة. في أي حال أشارت الأوساط الى أن الوزير أزعور أجرى في الأيام الثلاثة الماضية سلسلة اتصالات مع أفرقاء في الداخل اللبناني قبل أن يغادر صباح اليوم الى الرياض للمشاركة في مؤتمر اقليمي لممثلي صندوق النقد الدولي.
أما البارز اليوم فهو ما أعلنه المكتب الاعلامي لصرح بكركي أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يتوجه الثلاثاء المقبل الى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلبي الدعوة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل لبنان واللبنانيين.. اللقاء سيحصل في الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء في قصر الإليزيه.
في الغضون اتصالات سفراء دول اللقاء الخماسي الباريسي مستمرة محليا” وضمنها حركة السفيرة الفرنسية آن غريو ولقاءات السفير المصري ياسر علوي، على أنه من المتوقع أن يعود السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان منتصف الأسبوع المقبل في وقت الدبلوماسية القطرية تنشط بين بيروت والدوحة التي يصل اليها النائب علي فياض في زيارة خاصة.
في المقابل وعلى رغم هذه الأجواء إلا أن أوساطا سياسية مراقبة لا تبدي تفاؤلا بقرب انتخاب رئيس جديد للجمهورية مستندة الى ما لديها من معطيات، أقلها لا يشير حتى هذه اللحظة الى تفاهم أكيد بين قوى المعارضة والتغييريين والتيار الوطني الحر على إسم من إسمين، وبالتالي فإن الدعوة الى جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مرهونة بحصول تطورات إيجابية في هذا السياق.. كذلك تلفت هذه الأوساط الى أن مجمل الأفرقاء في الداخل اللبناني ماضون في مواقفهم كما في اتصالاتهم، ولكن من دون الأخذ الجدي في الحسبان الأجواء الاقليمية الإيجابية الحاصلة في الفترة الممتدة من 10 آذار الماضي- تاريخ توقيع الاتفاق السعودي- الايراني في بكين برعاية الصين والى نتائج ما بعد التاسع عشر من هذا الشهر- أيار تاريخ انعقاد قمة جدة العربية.
من جهة ثانية، أول زيارة الى عين التينة لشخصية من الحزب التقدمي الاشتراكي بعد استقالة زعيم الحزب وليد جنبلاط قام بها اليوم الوزير السابق غازي العريضي.
تبقى الاشارة الى مجال آخر يتعلق بنقطة ساخنة تمثلت في الأيام الأخيرة بسجالات ومواقف حادة حيال دولرة المساعدات الدولية للنازحين السوريين: فقد أعلنت جهات أممية معنية تعليق المساعدات هذا الشهر بالعملتين الى حين انتهاء المناقشات مع الجهات الرسمية اللبنانية في الموضوع.