الاسبوع الأخير من شهر تموز يتسم بالسخونة الجوية والأرضية ومحليا السياسية فدرجات الحرارة الطبيعية مرتفعة لكنها موسميا وفق الأحوال الجوية أمر بديهي خلال تموز “اللي بيغلي الماي بالكوز” ولاحقا “بشهر آب اللهاب”.
أما الارتياب فهو ما تشهده الساحة الداخلية من سخونة مالية – نقدية وحمى سياسية- رئاسية.
على المسار المالي وقبل انتهاء الولاية الخامسة لحاكمية رياض سلامة في مصرف لبنان على مدى ثلاثين عاما ووسط تلويح نواب الحاكم بالاستقالة تم اجتماع السراي الحكومي بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و ونواب الحاكم الأربعة: وسيم منصوري،بشير يقظان، سليم شاهين وألكسندر مراديان في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ووزير المال يوسف خليل..
اللقاء كان صريحا وتضمن شرحا للمطالب التي يعتبرها نواب الحاكم أساسية لتولي مهماتهم بعد انتهاء ولاية سلامة وأهمها الصرف المالي وضبط سعر الليرة أمام الدولار..
وأشارت معلومات غير رسمية إلى أنه حيال عدم تجاوب مجلس النواب بإصدار تشريعات تجيز الصرف المالي وعد الرئيس ميقاتي بالبحث عن بدائل حكومية لاتخاذ قرارات بشأن الصرف المالي المطلوب كما تحدثت عن استمهال الرئيس ميقاتي ونواب الحاكم لثلاثة أيام سيجتمع خلالها الرئيس ميقاتي مرة ثانية مع نواب الحاكم وبعدها سيعقد النواب الأربعة مؤتمرا صحافيا لإعلان الاستقالة أو أي قرار آخر.
وبهذا الجو تحدث وزير الاعلام زياد مكاري بعد ظهر اليوم من السراي حيث وصف الوضع بالدقيق وأوضح أن أجواء اجتماع ميقاتي-نواب الحاكم ظهرا طغت على مداولات أولى جلسات مجلس الوزراء لدراسة مشروع موازنة ال 2023 والتي انعقدت من الثالثة والربع الى الخامسة والربع عصر اليوم.
اما في المناخ الرئاسي فقبل أربع وعشرين ساعة من عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان أصدرت الكيه دورسيه-الخارجية الفرنسية بيانا وزعته السفارة الفرنسية في بيروت وملخصه أن لودريان الذي شارك الاثنين الماضي في اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة وأجرى محادثات في السعودية وفي قطر يقوم بين غد-الخامس والعشرين من تموز والسابع والعشرين منه بزيارة ثانية للبنان ضمن مهمة التسهيل وبهدف أن يهيئ جميع المعنيين من أصحاب المصلحة الظروف المواتية لإيجاد حل توافقي CONSENSUELLE لانتخاب رئيس الجمهورية الذي هو خطوة أساسية لإعادة سير المؤسسات السياسية التي يحتاجها لبنان بشكل عاجل للشروع في طريق الانتعاش… والملاحظ في البيان استخدام عبارة حل توافقي.
في اي حال وسط التلبد على مسار الاستحقاق الرئاسي يبدو أن لودريان يعود حاملا أفكارا إضافية ستكون بمثابة رسالة عنوانها إبلاغ الأفرقاء اللبنانيين بما هو ضروري لإنهاء الشغور الرئاسي بفترة زمنية فاصلة عن اجتماع اللقاء الخماسي الثاني في الدوحة الاثنين الماضي والاجتماع الثالث لها المرتقب مطلع أيلول المقبل وهو موعد انتقال لودريان الى المملكة العربية السعودية لتسلم مهماته الجديدة كرئيس للوكالة الفرنسية لتطوير منطقة العلا في السعودية… فهل يكون شهر ايلول الموعد الأقرب لإنجاز الاستحقاق الرئاسي أم أن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات وتاليا الدخول في المجهول؟ أو أن الهواجس والمخاوف من احتمالات التفلتات الاقتصادية المعيشية النقدية ستستخدم للدفع نحو بلوغ حل؟.