IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم الثلثاء في 04/06/2019

مهما كان الحدث صغيرا أو كبيرا، إرهابيا أم قضائيا، ماليا أو حياتيا، عاما أم خاصا، مهما كان، تندلع حياله جدالات وسجالات، فيما لا نكاد نرى لا عجنة ولا حتى طحنات.

على ما يبدو هذا هو الواقع على المستوى السياسي حتى الآن، وآخره، ومن دون أي ورقة تين أو توت، ما اندلع من سجالات بعد الحادث الإرهابي في طرابلس، على رغم ما أصيب به المجتمع الطرابلسي واللبناني عموما جراء ما حصل، وعلى رغم أن دماء الشهداء لم تكن جفت بعد.

وعلى سبيل المثال: مصدر حكومي يرد على الوزير أبو صعب الذي لم يتورع عن الرد على الرد، فيعاجله أحمد الحريري برد على رد الرد. وهكذا دواليك. لكن أوساطا مراقبة لا تزال ترى وتؤكد ان التفاهم التسووي المعروف قوي وصامد.

في أي حال، في عز اغتنام الناس ما تيسر لهم من فرحة وبهجة ورهجة وفروها لعيد الفطر السعيد، وتحدوهم معاني التسامح والمحبة والزكاة والصلاة، ندفع الجهل والبغض والتطرف بثوب الإرهاب، لينزع عن العيد صفة “السعيد”، ولينتزع البهجةَ والرهجة من القلوب الوادعة، ولينغص الفرحة على العباد والبلاد، وليسير عكس كل خطب العيد وتبريكاته، وليحاول زرع الخوف في المجتمع مثلما حصل في الفيحاء- طرابلس.

الإرهاب مهر توقيعه في قلب المدينة، عندما تسلل الإرهابي عبد الرحمن مبسوط في أول ليلة من العيد، خارقا الأحياء المبسوطة بالعيد، وليستهدف بنار حقده المتفجر مركزا لقوى الأمن الداخلي أمام سراي عاصمة الشمال، فاستشهد على الفور العريف جوني خليل. كما أطلق الإرهابي النار في اتجاه فرع مصرف لبنان في المدينة، وتابع بإطلاق النار وقنابل يدوية على آلية عسكرية تابعة للجيش اللبناني.

نتيجة الإندفاع الإرهابي بلغت أربعة شهداء: إثنان من قوى الأمن الداخلي وإثنان من الجيش. وما هي سوى دقائق حتى اتخذت كل التدابير، ونفذت عملية أمنية تم فيها تطويق المبنى الذي هرب إليه الإرهابي، وتحصن في إحدى شققه الخالية من الناس، لكن الإرهابي عمد إلى تفجير نفسه بما كان يحمل من قنابل أو ماشابه، عندما شعر بوصول العناصر العسكرية إليه.

كل المواقف وردات الفعل، من كبار المسؤولين إلى سائر الشخصيات، أدانت واستنكرت، وأكدت أن أي عبث بالأمن سيلقى الرد السريع، وأن ما حصل في طرابلس، لن يؤثر في الاستقرار في لبنان.

رئيس الجمهورية العماد عون رأس في الثالثة بعد الظهر، اجتماعا أمنيا في قصر بعبدا، للبحث في الإعتداء الإرهابي الذي حصل في طرابلس، وأكد وجوب التنسيق والتعاون بين كل الأجهزة، وأن مواجهة الارهاب مهمة متواصلة.

الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، عاين مكان الحادث، موفدا من رئيس الحكومة.