أمطرت فانفرجت وعسى نقول : أطفأت والاتكال على الرأفة الربانية يكظم كل التبجحات الأرضية…
ألسنة النيران والحرائق الملتهمة الأخضر والأقل خضرة “من الأحراج والأحراش والمزروعات بدت هذه المرة أطول وألذع من الألسنة المختلفة في السياسة والتي تساهم في التهام قيم وأعراف وأعصاب الناس وأرزاقهم ولقمة عيشهم واستطرادا” كراماتهم…
أجراس الكنائس وتكبيرات المآذن دوت في قلوب الناس قبل آذانهم فتوحدوا بالنخوة والجهود وهرعوا لإخماد الحرائق بقدر ما يستطيعون غير آبهين بقدرهم الذي كان أحد شهدائه الشاب سليم أبو مجاهد، وهو الذي هم الى المساعدة في اطفاء حريق في بتاتر- عالية على رغم وضعه الصحي فقضى بنوبة قلبية شهيد النخوة…ومساء اليوم أنجدت العناية الإلهية لبنان وبدأ هطل المطر في سحابات رطبة أرخت بزخاتها من الجنوب من بنت جبيل وصور وصيدا امتدادا” الى ساحل الشوف وحتى خلدة وبعدها عكار…زخات مطر محملة برجاء الإطفاء.
في أي حال وفي شكل عام إذا كانت موارد المياه ومواد الإطفاء غير كافية لإطفاء كل النيران فربما تفي بالغرض دموع اللبنانيين التي ذرفوها وهم يشاهدون بقلوبهم قبل العيون آخر وردة تحترق وآخر شجرة تهوي في فم اللهب العملاق الذي طال بألسنته أجمل غابات جبل لبنان وجنائنه خصوصا” في الشوف والمتن المحاذي لكسروان وفي وطى الجوز…امتدادا” الى الضنية ثم عرقة في عكار…
في الغضون شاركت قبرص واليونان واليونيفل والاردن عبر طائرات في أعمال إخماد الحرائق وعصر اليوم تبلغ النائب تيمور جنبلاط موافقة الحكومة التركية على إرسال ست طائرات للمشاركة في الإطفاء…
ومن خارج نوستالجيا الكلام جاءت مطالبة رئيس الجمهورية بفتح تحقيق بأسباب توقف طائرات الإطفاء سيكورسكي عن العمل منذ أعوام ودعوة رئيس الحكومة بفتح تحقيق بأسباب الحرائق لتفتحا الطريق لألف سؤال وسؤال تبدأ بعدم تجهيز الدفاع المدني بالمعدات الحديثة ولا تنتهي بمأموري الأحراج وشق الطرق الزراعية لتسهيل أعمال الإطفاء…
ووسط غمامات الدخان يبقى أن نستطلع: ماذا بقي من لبنان الأخضر…البلد المنهك من جوانب عدة اليوم نكب بجباله وسهوله
فيما الأرزات تراقب بتوجس وحسرة وبنغصة وغصة…
في مجال السياسة برز لقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المردة سليمان فرنجية اللذين توافقا على وجوب الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية اللقاء تناول التطورات على الساحتين السورية والعراقية.
وللوقوف على آخر تطورات جهود الإطفاء على يد رجال الإطفاء وزنود الشباب المتحمسين ننتقل مع الزميل نبيل الرفاعي مباشرة الى منطقة الشوف-اقليم الخروب… نبيل ما آخر الأحوال لديك؟