بخار فاهي شفاف أو دخان أبيض مرقط لا هم وإنما المهم هو اختراق وتبديد السحب السود التي تظلل عيشة السواد الأعظم من الناس، الناس الذين حملوا وتحملوا أربعين عاما” على الأقل القوى السياسية اللبنانية على اختلافها…
الدخان الأبيض في العالم عادة” ما يخرج من مكان واحد .. وإنما في لبنان علينا تجميع الأبخرة من أمكنة ومواقع عدة من أجل تكوين الدخان ولونه…وإذاك ندرك ما إذا كان مسار التكليف والتأليف سيفتح الى الآخر إلى حين تأليف الحكومة العتيدة بعد أن نكون أدركنا سلفا” نوع الحكومة ولونها وعناصر تركيبتها…
فبعدما تقاطعت معلومات عصرا” من أوساط عدة عند بروز أجواء تفاؤل بدخان أبيض على هذا المسار..بالفعل ، برز في السادسة من مساء اليوم ما أعلنه الوزير جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي في ميرنا الشالوحي حيث رأى أن نجاح الحكومة الجديدة في الملفات المطروحة والملحة, أهم من الكرسي أو الحقيبة… وكأنه أوحى بقرب اكتمال المسار نحو تأليف الحكومة. أشار الى أن هدف أو نجاح الحكومة العتيدة هو: تنفيذ المشاريع والاجراءات ، إنجاز المشاريع ، والنجاح فيها عموما”.
في أي حال تفاصيل هذا اليوم، وهو الثامن والأربعون للانتفاضة الشعبية المطلبية المستمرة حتى اللحظة، وهو أيضا” اليوم الثالث والثلاثون ما بعد استقالة الحكومة تكمن في ارتفاع منسوب المشاورات والاستشارات التي بلغت ذروتها في خلال ساعات العصر والمساء، وأساسها حركة سمير الخطيب _ الاسم المتقدم ، لا بل الاسم المزكى لرئاسة الحكومة كي يسمى في الاستشارات النيابية الملزمة …
ومن هذه المشاورات التى سجلت نقاطا” إيجابية لقاء الخطيب وجبران باسيل ومنها أيضا” بين الخطيب وكبار المسؤولين
و في الغضون، وبالتوازي مع حركة الخطيب وتبلور موقف التيار الوطني الحر منذ المساء وموقف الثنائي الشيعي المرتقب بعد لقاء مع الحريري الليلة برزت حركة وليد بك المحفوفة بالدقة والحذر على خط عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري ظهرا” وبيت الوسط مساء” حيث يتناول الوضع مع الرئيس سعد الحريري الآن…
جنبلاط المستعد لعرض لائحة مرشحين للحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي للمشاركة في حكومة تكنوسياسية ضمنها حزب الله، سجل حالة اعتراضية عندما وصف المشاورات قبل الاستشارات النيابية الملزمة بخرق الدستور…
وكان رئيس الجمهورية العماد عون قد تحدث أمام زواره عن إيجابيات في خلال الأيام المقبلة واستشف منه الوزير السابق وئام وهاب أن الإيجابيات تصب في خانة الاستشارات والتكليف الحكومي.
تفاصيل النشرة إذن نبدأها من كلام باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي وقد أكد ان نجاح الحكومة هو أهم من وجودنا فيها ونحن لسنا متمسكين بالكراسي بل بمحاربة الفساد …وأشكل كلامه أيضا” : إذا خيرنا بين وجودنا في الحكومة ونجاح الحكومة نختار نجاحها.