يومان ثلاثة على ما يبدو: مسافة زمنية دقيقة وحساسة وصعبة على مسار العمل لتأليف الحكومة واستطرادا أمام الرئيس المكلف تأليف الحكومة العتيدة الدكتور حسان دياب الذي طالبه المتظاهرون عصر اليوم من أمام منزله في تلة الخياط هاتفين بالآتي :”إمض في كل شجاعة نحو تقديم تشكيلة حكومية تؤمن بها أنت من تكنوقراط مستقلين الى رئيس الجمهورية العماد عون ونحن ندعمك وعندها فليتخذ رئيس الجمهورية أي قرار يرتأيه ويريده وبعدها ستجدنا نحن في دعمك كرئيس حكومة من 18 وزيرا من التكنوقراط المستقلين، ومهما كان المسار الدستوري الذي سيظهر إذاك..إنما هناك تطور ميداني سياسي برز مساء اليوم ويتمثل إذا صحت المعلومات بأن متظاهرين من خندق الغميق والباشورة إنضموا الى متظاهرين في الرينغ سلميا” هاتفين : ثوار أحرار ح نكمل المشوار”.
في أي حال هذا المسار في الأيام القليلة المقبلة يبدو بقوة – محفوفا أكثر من أي وقت مضى من الأيام التسعين للانتفاضة الشعبية المطلبية منذ 17 تشرين بضغط متجدد من الشارع المطلبي على الطرق اللبنانية وقطعها في مسارب العاصمة وضواحيها وعلى أوتوسترادات جونية – جبيل – الشمال وبعض من طرق إقليم الخروب امتدادا الى صيدا وما بعد بعدها … ناهيك بضغوط الطرق الاقليمية الدولية التي تلف المنطقة في جوار لبنان من الخليج والعراق فسوريا – تركيا – موسكو امتدادا الى ليبيا والطريق الأوروبي الوسيط الذي يحاول إعادة الوصل بين واشنطن وطهران…مع ما تحمل هذه الظروف الاقليمية من ملفات صاخبة وشائكة تنعكس بجوانب عدة منها في الساح اللبنانية.
دولة الفرزلي كان له تلويح محلي معاكس…يلامس الانذار في اتجاه طريقة التأليف الحكومي.
إذن الأوضاع تتسم بغضب شعب عارم إلى التفلت النقدي والإرباك السياسي الجاثم.
هذه حال البلد والناس اليوم وسط تصعيد الحراك وتقلب سعر الدولار الضاغط على الوضع المعيشي وأيضا وسط تكليف دونه صعوبة في التأليف الحكومي.
وفي محاولات الهروب من الإرباك السياسي يندرج البحث في حض حكومة تصريف الأعمال على معاودة جلساتها.
ولقد برز كلام رئيس الجمهورية العماد عون أمام السلك الدبلوماسي على خطوات الإنقاذ في وقت زار الوزير جبران باسيل الرئيس بري في عين التينة التي وصفت اللقاء بالبناء والتنسيقي، ثم رأس باسيل عصرا تكتل لبنان القوي معلنا وجوب الإستعجال بتأليف الحكومة لأن كل يوم تأخير هو قاتل.
لكن رئيس التيار الوطني الحر أحجم عن أي تلميح لموقف كانت أوساط سياسية متابعة تتوقعه لجهة إعلان التكتل عدم المشاركة في الحكومة العتيدة فاكتفى باسيل بالقول إنه يدعم أي حكومة يرى فيها شروط النجاح نافيا كل كلام عن حصص أو ثلث معطل طلبه كما تحدث بإسهاب عن الظروف النقدية والمالية والاقتصادية.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري العائد الى بيروت فقد رأس اجتماع كتلة المستقبل مؤكدا مسار تصريف الأعمال، ومشددا على أن مهمة الرئيس المكلف هي تأليف الحكومة العتيدة.