الجدل البيزنطي التاريخي في القرن السادس عشر كان على أمر واحد هو جنس الملائكة فحصل ما حصل للقسطنطينية وتغير مجرى تاريخ المنطقة ليس إلا
الآن في لبنان الجدالات والسجالات تبدو على كل الملفات وفي كل المشكلات وحتى على الإصلاحات الى أن أصبحت السجالات هي المشكلات وآخرها على ال FORENSIC AUDIT “التدقيق المحاسبي المركز” المتمسك به رئيس الجمهورية العماد عون بصرف النظر عن المواقف التي ظهرت في جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا الثلاثاء فيما وزير المال غازي وزني يعارض المسألة في شدة والى حد سؤال الجهة التي يمثل عن مدى ارتباط شركة كرول للمحاسبة المركزة بالعدو الاسرائيلي في حال “تبينت” علامات ارتباط…
كل ذلك حاصل وكل المسارات المتشابكة جاثمة وكل مقومات الصمود لدى القوى المعنية ببقاء الحكومة قائمة ومتصدية لمحاولات إطاحتها وذلك على رغم ما يسري من اخبار عن احتمالات تغيير حكومي وعودة الحريري وهو ما نفاه الرئيس الحريري بذاته …
وكل ذلك حاصل أيضا” في وقت تتراجع عناصر صمود غالبية اللبنانيين أمام جنون الأسعار وتوحش سعر صرف الدولار الذي ناطح ال 10 آلاف ليرة لبنانية في السوق السودا…عدد من الطرق قطع هذا المساء في عدد من انحاء العاصمة.
الفئات الشعبية المقدرة على الأقل بثمانين في المئة من الشعب اللبناني تترنح تحت ثقل الحاجات المعيشية وتكتوي لا بل تحترق وتتلوى على جمر أسعار السلع ولا من يحزنون أو بالأحرى لا من يتراجعون عن الأنماط السياسية المعهودة لدى مجمل القوى السياسية وكأنهم يكادون يكررون مقولة سرت على بعض ألسنة تلك القوى قبل شهرين وهي: “بكرا بيتأقلمو الناس وبيتعودو”…
وكأنهم بذلك يكافئون الناس الذين اقترعوا للوائح هؤلاء بإقبال 44 بالمية في انتخابات ال 2018…
وعندما يطرح هذا الواقع على شكل أسئلة على المعنيين وهل هناك من حلول من داخل لبنان وهل هناك تأثيرات وضغوط خارجية تؤخرها؟ فيأتي الرد بتأكيد الآتي :
إن المعنيين بإدارة البلاد وبالبحث عن مخارج وعن فتح سياقات للمعالجات يجهدون ويسعون من دون هوادة من أجل ذلك وعبر أربع مسارات على الأقل ألا وهي :
-جلسات مجلس الوزراء وقد انعقدت اليوم جلسة في السراي الكبير بعد يومين على جلسة قصر بعبدا…
-جلسات المفاوضات مع صندوق النقد الدولي…
–جلسات مالية حكومية-مصرفية- بنكية وآخرها كان عبر اجتماع عاصف رأسه قبل الظهر وزير المالية قبل ساعة من جلسة مجلس الوزراء في السراي….
-إجتماعات وزارية وقطاعية مستمرة للإحاطة قدر الإمكان بتأمين الحاجات المعيشية والسلع الحيوية.
تفاصيل النشرة نبدأها من الميدان وحركة الاحتجاجات على الغلاء وعلى التدحرج المعيشي وعلى انقطاع الكهربا وعلى كل ضروب التردي الاقتصادي.
المواطن ينام على إقفال طريق ليصحو على إقفال أخرى ويمسي على قطع طرق أخر.
(وسيم عرابي)