في اليوم الدولي لمساعدة المنكوبين، سكون الموت يخيم على مسرح الجريمة، مع إعلان الجيش اللبناني انتهاء أعمال البحث بمساعدة الفرق الأجنبية انتهاء البحث عن أحياء ومتابعة العمليات للعثور على مفقودين ليلح السؤال: هل يبدل الرابع من آب النهج أم الوجوه؟، واذا كانت الإجابة رهن المستقبل، فالثابت أن ما سبق الكارثة ليس كما بعدها.
سبحة الاستقالات النيابية تابع، النائب نعمة افرام استقال من الديمان، وهذا المساء أعلن النائب ميشال معوض استقالته. فهل استقالة الحكومة الحالية باتت شبه محسومة؟. التكهنات كانت تدور نهارا بالشكل لا بالمضمون، تمهيدا لحكومة وحدة إنقاذية أو حكومة وحدة وطنية، غير أن مشاورات المساء أظهرت تمسك عدد من الوزراء بالبقاء بالحكومة.
الوزيرة منال عبد الصمد استقالت من الحكومة، وسط توقعات باستقالة الوزير دميانوس قطار. وقد ارتسم مشهدان نهارا إما أن يكون هناك استقالات جماعية في جلسة الغد، التي أعلن الرئيس دياب أنه سيطرح خلالها الانتخابات المبكرة، أو أن تذهب الحكومة لجلسة مناقشة نيابية مفتوحة دعا إليها الرئيس بري الخميس في قصر الأونيسكو، وقد تنتهي بطرح الثقة.
وقبل زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل بيروت الأسبوع المقبل، انتهى المؤتمر الالكتروني الدولي لدعم بيروت إلى اعلان مساعدات مادية بملايين الدولارات عبر الأمم المتحدة.
واللافت تغريدة لماكرون خلال المؤتمر، بأنه يتم الآن رسم مستقبل لبنان، وملاقاة الرئيس ترامب نظيره الفرنسي بالقول ملتزمون بالعمل مع فرنسا لمساعدة لبنان.
في المقلب الآخر، الشارع المنتفض بقي على حركته المتنقلة هذا المساء، فيما الصورة الانسانية التي ظهرتها مأساة المرفأ للتضامن اللبناني والتكافل مع المنكوبين، لم تماشها صورة التقصير والإرباك إن لم يكن الغياب، في مجالات عدة للأجهزة والوزارات المعنية التي عوضتها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية.
أما الامتحان الأصعب فهو محاكمة المسؤولين، من الكبير إلى الصغير، عن الجريمة المفجعة التي تتوالى بيانات إنكار الصلة بها لمسؤولين سابقين وحاليين منذ لحظة المأساة، كأن الكل بريء من دم هذا الصديق.