يومان فاصلان عن النطق بقرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005. وأسبوعان فاصلان عن مناسبة مئوية قيام دولة لبنان الكبير، المنتظر أن يشارك فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الموعود ضمنا وعلنا بانفتاح مسار الاصلاحات الحقيقية في لبنان، وبقيام حكومة على قدر المرحلة القاهرة التي يمر بها لبنان، والتي زاد من صعوبتها وحدتها وشدتها “انفجار- زلزال 4 آب” في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مئة وسبعة وسبعين شهيدا- ضحية وستة آلاف جريح، وما يناهز الخمسة عشر مليار دولار خسائر في بقعة الانفجار والأحياء المحيطة، ناهيك بالجراح الوجدانية والمعنوية والكيانية في لبنان ككل، وعلى المستويات الشعبية والمجتمعية والاقتصادية والحياتية والمعيشية والحكمية والسياسية القائمة، مضافة إلى الأزمة الاقتصادية والمالية الجاثمة، والمضاعفات الكورونية المستمرة.
وفيما التحقيقات متواصلة في قضية انفجار مرفأ بيروت، ولا تأخير فيها، بحسب تأكيدات الرئيس عون في مقابلة تلفزيونية فرنسية، يبدو حتى الآن أن لا مؤشر يوائم أو يلائم تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية رئيس الحكومة العتيد. والسؤال القائم هو: هل المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد عون، والاتصالات التي يضطلع بها رئيس البرلمان نبيه بري، وتلك القائمة على الخطوط الفرنسية، الاقليمية فالمحلية، هل ستبلور الأجواء لتحديد موعد الاستشارات النيابية، بالتوازي مع تسهيل التفاهم على الحكومة شكلا ورئيسا، قبل أو بعد عودة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت في الأول من أيلول المقبل؟.
سؤال آخر مطروح، هل سيتمكن القادة السياسيون من القفز فوق السابع عشر من تشرين الأول 2019 تاريخ اندلاع الانتفاضة الشعبية، والرابع من آب 2020 تاريخ نشوب الانفجار- الزلزال في بيروت؟.
في الغضون، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، في مؤتمره الصحافي المسهب، أكد استعداده للعقوبات الأميركية المحتملة عليه. وبالنسبة إلى العلاقة مع “حزب الله”، أكد أنه لن يشارك في عزل فريق لبناني.
في هذا الوقت، كان رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع، يشير من الديمان إلى عريضة نيابية طويلة تحضر من أجل إرسالها إلى المنظمة الدولية، وتطالب بتحقيق دولي في انفجار 4 آب، ودعا العنتريين إلى التخفيف من العنتريات.
البطريرك الراعي من جهته في عظة الأحد في الديمان، كرر رفض أي تسوية محتملة تحصل على حساب لبنان وتركيبته ورسالته.
في أي حال، لبنان المحتضن عربيا ودوليا من خلال توفير دعم لوجستي إغاثي جوي وبحري وبري، رأى من على أرضه ديفيد هيل وكيل وزارة الخارجية الأميركية في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، أنها لحظة الحقيقة في لبنان. وأما ديفيد تشينكر فإن زيارته لبنان مرتقبة منتصف الأسبوع، علما أن أول اهتمامات هذا الديبلوماسي الأميركي هو الترسيم الحدودي البحري.
تفاصيل النشرة نبدأها من كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية، أكد خلالها أن لا تأخير في التحقيق في انفجار المرفأ، وانه لا يقف متفرجا” على الشعب.
ردا على سؤال: هل فكر بأن يستقيل بعد الذي حصل من انفجار في 4 آب، أجاب: ولنفرض أنني استقلت فمن يؤمن الاستمرارية في الحكم؟.
بالنسبة إلى مسار اتفاق التطبيع والسلام بين دولة الامارات واسرائيل، لفت الرئيس عون إلى أن الامارات بلد مستقل وله الحق بالقيام بما يريده.
هل لبنان على استعداد للتوقيع على السلام مع اسرائيل؟ أجاب: نحن لدينا مشكلات معها يتوجب حلها”.