مربع رمادي قاتم يخيم على الأوضاع في لبنان لا بل يحيطها وربما لا يمكن التغيير من طبيعته إلا تحت قوس قزح، يمتد من واشنطن – باريس، إلى طهران فالرياض – القاهرة ثم بيروت.
هذه النظرية التي يستند فيها مراقبون الى تأثر لبنان تاريخيا” بما يحيط به من ارتكازات وتطورات إقليمية – دولية توازيها انعكاسا” نظرة داخلية واضحة ومباشرة للمربع المحلي غير المريح والذي تظهر في الساعات القليلة الماضية ويؤشر الى “خياراتهما” على المسار الحكومي أو يعيد الأمور الى مستوى الصفر أو نقطة البداية.. ويتمثل هذا المربع الضاغط بالآتي:
1- إعلان الرئيس الحريري تمنعه أو عزوفه عن التكلف بتأليف الحكومة الجديدة طالبا” سحب اسمه من الترشح وقد فسر هو موقفه، بإظهار استيائه من بعض الأفرقاء. في حين كان حتى ظهر الاثنين على الأقل، لا يزال الثنائي الشيعي مقتنعا” بالحاجة الماسة الى دور الحريري من أجل فتح مسار يخرق الأزمة. في وقت استمر المكوك المحلي اللواء عباس ابرهيم في تحركه بين المرجعيات المعنية والمسؤولين ذات الصلة.
2- عدم ظهور تغيير في موقف التيار الوطني الحر بموضوع التسمية واعلان تكتل لبنان القوي وجوب الاسراع بتأليف حكومة لافتا” الى ظروف الوضع الاستثنائي ومشددا” على ان عمل التأليف الحكومي يخضع للآليات الدستورية المعروفة.
3- الارتفاع القياسي والخطر في أعداد الاصابات ب كوفيد 19 خصوصا” أن طرابلس وحدها سجلت 44 إصابة.
4- خرق مجتمعي عملي فاضح لقرار الإقفال العام وذلك عشية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في القصر الجمهوري قبل ظهر غد.
أما في المقابل وفي خرق إغاثي وسياسي للأحوال الصعبة وله مدلولات لافتة فقد برزت جولة نائب رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى الرؤساء عون -بري – دياب – الحريري- جنبلاط. ثم جال في المرفأ قبل ان يزور البطريرك الراعي ثم يتابع الجولة.
كل هذه المعطيات تتعاقب وكأنها تسابق موعد عودة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيركز في مقدمة زيارته الثانية نهاية الشهر على مقررات مؤتمر سيدر المرهون تطبيقه، بتنفيذ لبنان الإصلاحات وترؤس الحريري الحكومة الجديدة.
في أي حال، بالنسبة الى ترجيح نهاية الاسبوع موعدا” للدعوة الرئاسية الى الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تسمية شخصية لتأليف الحكومة فقد باتت تتأثر أكثر من ذي قبل بالموقف المستجد للرئيس الحريري وبالاتصالات المتسارعة التي تزخمت أكثر بعد بيان الحريري.
تفاصيل النشرة نبدأها من الموقف المدوي الوارد في بيان الرئيس الحريري الذي دعا الى سحب إسمه من الترشح لرئاسة الحكومة رافضا” الإبتزازات من جهة وبدعة التأليف قبل التكليف من جهة.