سياسيو لبنان لن يناموا الليلة لمتابعة الأجواء التي تسبق الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري، والتي تبدأ صباحا وتنتهي ظهرا، ليتم في ضوئها تكليف الشخصية التي ستشكل حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل وصوله مساء إلى بيروت. وقد هاتف ماكرون الرئيس عون وتطرق إلى زيارته غدا لبيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، حيث جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل حكومة جديدة.
وفي “بيت الوسط” إنشغال على خطين: الأول اختيار من سيوصي به الرئيس سعد الحريري للتكليف، وهنا تقول أوساطه إنه لن يكون من البيت ولن يكون منتسبا إلى تيار “المستقبل”، وإنما سيكون شخصا مسؤولا يتحلى بالكفاءة في عالم الاقتصاد والمال. أما الخط الثاني فهو بين الرئيس الحريري ورؤساء القوى السياسية التي لها كلام معه في هذه المرحلة. ومساء شهد “بيت الوسط” اجتماعا لرؤساء الحكومات السابقين، في اطار الاجتماعات المفتوحة قبيل الاستشارات.
والليلة أيضا اجتماعات في غير مكان، لاسيما لدى كتلة “التنمية والتحرير” وكتلة “الوفاء للمقاومة” وكتلة “اللقاء الديمقراطي” وكذلك كتلة “المردة”، للاستطلاع حول اسم الشخصية التي ستكلف. فيما هناك اتصالات بين الرئيس بري و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. مصادر مطلعة في تكتل “الجمهورية القوية” أوضحت ل”تلفزيون لبنان” أن كل الخيارات مطروحة نظرا للضغط الذي مورس، وأنها ستتخذ الخيار الأنسب انسجاما مع طروحاتها في هذه المرحلة.
وإلى لبنان أيضا، ترقب لزيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لبيروت هذا الأسبوع، لافتا إلى أن لبنان يواجه تحديات كبيرة.
ومع وصوله مساء غد إلى بيروت، يتوجه الرئيس الفرنسي مباشرة إلى منزل السيدة فيروز ليغني معها “بحبك يا لبنان”، خصوصا وأنها صديقة لفرنسا منذ السبعينيات، حيث غنت في برنامج تلفزيوني فرنسي “حبيتك بالصيف وحبيتك بالشتي”. ويريد ماكرون من خلال زيارته السيدة فيروز، عدا عن تكريمها، أن يقول للبنانيين كونوا كسفيرة لبنان إلى العالم وعودوا إلى رشدكم.
وفي أي حال، فإن ماكرون الذي يريد من زيارته المشاركة في إحياء مئوية لبنان الكبير، أن يشرف على بداية العمل الحكومي الجديد، الذي سيكون لتنفيذ خطته في القضاء على الفساد، وإجراء الإصلاحات اللازمة، وسن قانون انتخابات وإجراء انتخابات مبكرة.
ولمناسبة مئوية لبنان الكبير، يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كلمة في الثامنة والنصف، يليها حوار تلفزيوني. فيما يتحدث رئيس المجلس النيابي نبيه بري الثالثة عصرا في ذكرى الامام المغيب السيد موسى الصدر. وعشية مجيء ماكرون كانت كلمة مرنة للسيد نصرالله تؤكد التعاون مع مهمة الرئيس الفرنسي.
لكن قبل كلام أمين عام “حزب الله”، نبدأ النشرة بالإشارة إلى تقرير صادر عن حكومة تصريف الأعمال، بأن عدد قتلى انفجار مرفأ بيروت ارتفع إلى 190 وتجاوز عدد الجرحى 6500 بينما لا يزال ثلاثة في عداد المفقودين. وذكر التقرير الصادر أن انفجار الرابع من آب الحالي، أدى إلى تشريد 300 ألف شخص، وتسبب في أضرار مباشرة قيمتها 15 مليار دولار. وأضاف ان 50 ألف منزل وتسعة مستشفيات رئيسية و178 مدرسة تضررت.
إذن السيد نصرالله يدعو الجيش اللبناني للإعلان عن نتاج التحقيق الفني في انفجار مرفأ بيروت. ويقول لن ندخل في اشتباكات على الحدود لأن هذا ما تريده إسرائيل، مبديا استعداد الحزب للتعاون في الموضوع الحكومي.