IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت في 24/10/2020

“واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، حديث شريف تكملته: “فإن كل ذي نعمة محسود”.

إذا كان الجزء الثاني من الحديث لا يعكس أحوال الناس المعيشية والاقتصادية والنقدية، كما لا يعكس الآن أجواء الذين سيتلقفون كرة نار المعالجات حكوميا ومؤسساتيا في شكل عام، إلا أن الجزء الأول المتمثل باعتماد الكتمان لقضاء الحوائج، هو على ما يبدو يصح أكثر من أي وقت مضى في بداية مسار التأليف الحكومي.

أوساط قصر بعبدا اعتصمت بالكتمان الإيجابي، في ما خص أول اجتماع تشاوري تنسيقي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، بعد يوم الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الحريري في مبنى البرلمان. وكذلك فعل الحريري بمقاربته الكتمان لدى انتهاء اجتماع بعبدا الذي استمر ستين دقيقة، حيث أدلى فقط بخمس عشرة كلمة عن جو إيجابي.

في أي حال، وبحسب أجواء الساعات الست والثلاثين الأخيرة، ظهرت مرونة وليونة، خصوصا في تصريحات رؤساء الكتل والنواب المستقلين، الداعية إلى الإسراع في تأليف الحكومة العتيدة، على رغم أنه بين هذه المرونة وتلك الليونة، تكمن بعض أشباح شياطين التسميات واختيار الوزارات.

وإذا كان الكتمان حتى في عدم رد الرئيس الحريري لدى مغادرته القصر الجمهوري عن الأشكال التي طرحت في اللقاء حول الحكومة، فإن الثابت الوحيد حتى الآن هو أن الحريري يرى وجوب تأليف الحكومة العتيدة من أخصائيين، من دون أن يقرن هذه الصفة بعبارة: “مستقلين”، على ما صرح مساء الجمعة من ساحة النجمة، مكتفيا بالانطلاق من أساس المبادرة الفرنسية.

في أي حال بدت واضحة دينامية تتسم بالسرعة على مسار التأليف الحكومي، يعتمدها الرئيس الحريري، بغض النظر عن رغبته في أن تكون الحكومة من 14 وزيرا، وعن رؤية الرئيس عون لحكومة من 24 وزيرا كي يتسنى للوزير إعطاء كل الإهتمام لحقيبته.

في الغضون، استحقاقات إقليمية ودولية متلاحقة، تؤثر بديهيا في أوضاع المنطقة ولبنان ضمن المنطقة، وأبرزها ما يتعلق بما يسمى مسارات التطبيع، ومنها بسوريا والعراق وإيران وأخرى بليبيا والنفط والغاز وسواها.