عطلة الأضحى المبارك انتهت، ويبقى يوم واحد للعمل قبل عطلة نهاية الأسبوع. والمشهد المسجل على مسار السعي لتأليف الحكومة، في الأسبوع الأخير الممتد بين عطلة عيد انتقال السيدة العذراء وانتهاء عطلة الأضحى، هو مراوحة سياسية اكتنفتها من حين لآخر، اتصالات بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الأمر الذي نزع صفة الشلل عن الجهود لتأليف الحكومة، لكنه لم ينزع صفة التعثر والمراوحة.
وحيال مرور ثمانية وثمانين يوما حتى الآن على التكليف للتأليف، فهم من أوساط سياسية مطلعة أن مطلع أيلول سيشهد إطلاقا لحركة سياسية تكسر جو المراوحة الذي يلامس حال الجمود، وذلك بعد أن يتم سبر وتشخيص المرحلة وأسباب التعثر، وضمن هذا الاتجاه للتحريك المرتقب، لقاء سيحصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بعد عودته من تمضية عطلة مع عائلته في جنوب فرنسا، حيث المصادفة أن الوزير باسيل موجود أيضا في الجنوب الفرنسي.
وبهذه الحركة المرتقبة، فسرت الأوساط المطلعة ما حكي عن أن الرئيس عون سينتظر نهاية آب وسيتكلم مطلع أيلول، وأوضحت أن هذا هو المغزى لا أكثر ولا أقل، وأن التأويلات والتكهنات المضخمة عن موعد أول أيلول ليست في محلها.
في الغضون، خرق عطلة الأضحى والمراوحة السياسية، لقاء الرئيس عون مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت ستوري كاريم على رأس وفد، في القصر الجمهوري في بعبدا، حيث جدد رئيس الجمهورية العزم على الدعوة إلى حوار وطني، حول الاستراتيجية الدفاعية بعد تأليف الحكومة.
المسؤول الأميركي من جهته، أعرب عن تقدير الولايات المتحدة للجهود التي بذلها الرئيس عون لتطوير قدرات الجيش، مؤكدا رغبة بلاده في تعزيز العلاقات بين الجيشين. ثم انتقل كاريم إلى عين التينة والتقى رئيس البرلمان نبيه بري. وهو سيتابع لقاءاته في لبنان غدا الجمعة، فيما يتحضر لبنان لإستقبال الرئيس السويسري ليل الأحد- الإثنين.
في أي حال، إذا كانت الساحة المحلية شهدت سجالات ومواقف متقابلة، سواء تعلق الأمر بتأليف الحكومة، أم بموضوع العلاقة مع الحكم السوري، فإن السجالات تصاعدت في الخارج بين الولايات المتحدة وروسيا، حيال الأزمة السورية ومتفرعاتها، وكذلك السجالات بين الرئيس ترامب ومسارات عدلية في واشنطن، ناهيك بإشتداد أزمة العقوبات بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية.