من خلف الأزمات المتوالدة التي يكاد عقل اللبناني يعجز عن الإحاطة بها يتابع الدولار تسلله صعودا ضاربا ما تبقى من قدرة شرائية لدى المواطنين ومهددا بدخول الجوع الى ما تبقى من بيوت وعائلات لبنانية فقد سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء اليوم 9300 ليرة للبيع و 9350 ليرة للشراء مقابل الدولار الواحد.
ارتفاع سعر صرف الدولار يستتبع حكما ارتفاعا بأسعار السلع الحيوية كالمحروقات والمواد الغذائية على أنواعها وهذا ما حذرت منه النقابات المعنية اليوم.
ولأن البحث يجب أن يتركز على الأسباب فنسارع الى القول إن ملف الحكومة لا يزال قابعا في ثلاجة الانتظار وفيما غابت حركة الاتصالات المحلية على هذا الصعيد ذكرت مصادر متابعة لزيارة الرئيس المكلف الأخيرة للدوحة بأن الشيخ تميم بن حمد أمير قطر سيجري اتصالات مع كل من موسكو وطهران للبحث في تسهيل مهمة الحريري تشكيل الحكومة العتيدة. خصوصا في ظل الحديث عن دور لقطر لتحريك المفاوضات الدولية حول الملف النووي الايراني والذي شهد اليوم تطورا لافتا تمثل بأعلان واشنطن وبروكسل عن اجتماع قريب لأطراف اتفاق عام 2015 فهل سينتج عن هذا الانفراج الاقليمي حلحلة في تشكيل الحكومة.
وأما دوي القرار القضائي بنقل ملف التحقيق بانفجار المرفأ من القاضي صوان الى قاض آخر فما زال يتردد صداه في كل بيت فقد عزيزا بانفجار الرابع من آب ولدى كل الوساط اللبنانية إذ يبدو أن خشية أهالي الضحايا من تطيير التحقيق أو تمييعه في محلها إذ إن إجراءات استبدال المحقق العدلي بمحقق عدلي آخر ليس بالأمر السهل وسط التعقيدات والحسابات السياسية التي تحكم هكذا ملف.
ففي المعلومات أن مجلس القضاء الاعلى رفض الاسم البديل الذي اقترحته وزيرة العدل وهو القاض سامر يونس وهو الاسم الذي كان قد رفضه مجلس القضاء قبل ستة أشهر أي قبل أن يوافق على القاضي صوان فمن يدري كم سيطول الكباش بين وزيرة العدل ومجلس القضاء هذه المرة وما سيكون عليه مصير التحقيق والأهم متى ستتحقق العدالة!؟.
إذا حناجر أهالي الضحايا لم تهدأ منذ أمس كما تحركاتهم وعلى الموقوفين بالقضية انتظار المزيد من الوقت.