إذا كنت مشاهدا لمجريات الأحداث في لبنان من الخارج فإلام يذهب انتباهك في أنحاء المشهد اللبناني؟ أإلى ثورة الأمعاء الخاوية ومشهد الغضب في شوارع العاصمة ومدن الجنوب والبقاع والشمال والجبل إلى شبان تركوا كتبهم وجامعاتهم وأسرهم ولوثوا أيديهم بفحم الإطارات المشتعلة لأول مرة؟
أم إلى ذلك الأب الأربعيني الذي لم يقو على دموعه وهو يصرخ (ما بقى فيي طعمي ولادي)؟
أم إلى مقطع من (خناقة) حليب الأطفال في أحد متاجر ضواحي العاصمة؟
أم إلى تحول مشهد تحلق عجزة وأطفال حول مكبات النفايات الى مشهد لبناني مألوف؟
أم إلى ما يزيد المشهد سوريالية سياسة الرقص فوق القبور المتمثلة بسجال سياسي عقيم بين من يفترض أنهم مؤتمنون على كرامة الناس ومعيشتهم وصحتهم وآمالهم ومستقبل أبنائهم وإنماء مناطقهم وتطوير مجتمعهم.
أنتم يا ساسة العبث يا خاليي البال مسؤولون عن خراب البصرة.
ففي غياب أي بادرة لمعالجة الكارثة المعيشية التي حلت بهم عاد اللبنانيون الى شوارعم وشهدت ساحات وسط العاصمة ومختلف المدن الكبرى ومعظم الطرق الدولية والرئيسية في لبنان غضبا متصاعدا لليوم الثالث بعد تحليق سعر الدولار عند سقف العشرة آلاف ليرة وكان اللافت اليوم دعوات من جمعيات وجبهات ذات تلاوين متنوعة للتظاهر حتى تغيير الواقع السياسي والاجتماعي.
منطقة جل الديب إحدى ساحات الغضب وينضم الينا من هناك الزميل طوني منصور.