إلى الأمهات في لبنان أحر رجاء وأغلى الأمنيات، بأن تزول الشدة وتتبدد الضيقة وتحل الأزمات. الدنيا أم، وفي عيد الأم والطفل تزهر الدنيا، ويقبل الربيع حياة متجددة، وفصلا مورقا واعدا، لكن الأم اللبنانية مهمومة، قلقة، متعبة، والأطفال لا بهجة، ولا حول ولا من العوز والحزن، والدولة حتى الآن لا حكومة ولا من يحزنون، وأوراق الوطن في خريف مخيف.
لكن فسحة الأمل تبدو ممكنة مع كثافة الاتصالات بين لقاء بعبدا الخميس الماضي بين الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون واللقاء الثامن عشر المحدد بينهما الاثنين المقبل.
الخريف السياسي- المعيشي- النقدي- الكوروني المخيف، حدا بوليد بك الى تلبية دعوة الرئيس عون لزيارته في بعبدا، والى توجيه نداء ملح للجميع من دون استثناء، من أجل “الإقدام على تسوية وتأليف حكومة لا يهم عدد وزرائها، والإفادة مما تبقى من المبادرة الفرنسية”.
الأوساط وصفت أجواء اللقاء بالجيدة والبناءة، آملة الوصول الى تأليف الحكومة الاسبوع المقبل، وكذلك أكدت أن لا عقدة درزية خصوصا أن جنبلاط لا يتمسك بالعدد.
في أي حال، بعد لقاء عون- الحريري الخميس الماضي، وبعده مواقف السيد حسن نصرالله الجمعة، واليوم تصريح رئيس التقدمي، ثمان وأربعون ساعة تفصلنا عن اللقاء الثامن عشر بين الرئيسين عون والحريري في بعبدا الإثنين، وفيما أشارت أوساط الى أن مسار العمل والجهود لتأليف الحكومة يشهد، الى حركة اللواء عباس ابرهيم، سلسلة مشاورات واتصالات إضافية ومتلاحقة اليوم وغدا وفي مطلع الأسبوع، فإن لقاء الاثنين المقبل ربما لا يكون الأخير، لا سيما أن حكومة المهمة المرتجاة، قد تتعدل تصوراتها، من حكومة “بحت اختصاص”، الى حكومة يختلط فيها رونق وألوان الإختصاص مع نكهة السياسة، وبالتالي ستكون، في لقاء عون- الحريري، استفاضة في عرض مجريات اللقاءات والاتصالات المحلية، والعوامل الاقتصادية- المالية الجاثمة، والمعيشية المزرية، والأخطار المتعاظمة لا بل الداهمة، والتي توجب أكثر من أي وقت مضى، عدم التأخير أكثر من نهاية الاسبوع المقبل لتأليف حكومة المهمة والإنقاذ.
في الغضون، تزخمت الاتصالات على خط باريس- لبنان منذ مساء الخميس، الخارجية الأميركية من جهتها دعت ليل أمس قادة لبنان الى وضع خلافاتهم جانبا، والإسراع في تأليف حكومة تنقذ اقتصاد البلاد، مبدية قلقها من التطورات في لبنان.
وسط هذه الأجواء، الدولار يتأرجح صعودا وهبوطا، وقد سجل اليوم انخفاضا في السوق السوداء تراوح بين 10700 و10950 ليرة.
كورونيا، فقد أعلنت وزارة الصحة تسجيل 51 وفاة و2253 إصابة جديدة بفيروس كورونا.
وفيما السؤال عن طبيعة موقف الرئيس الحريري قبيل يوم الاثنين، نبدأ تفاصيل النشرة من قصر بعبدا ولقاء عون مع جنبلاط، الذي وجه نداء “ملحا” لتحقيق تسوية وتأليف حكومة، وحرص جنبلاط على التأكيد أنه غير مكلف من أحد.