رغم الحركة المكوكية للموفدين الدبلوماسيين العرب التي تواصلت طيلة هذا الأسبوع، لمحاولة فتح ثغرة ولو صغيرة في حائط الأزمة السياسية، تخرج عبرها حكومة مهمة من أجل إنقاذ ما تبقى من قطاعات ومؤسسات، لا زالت تعمل بصعوبة.
غابت الحركة السياسية الداخلية، ولم تسجل أي لقاءات او اتصالات بين المعنيين بالتأليف، في حين تدور حول الكواليس حركة تضطلع بها عين التينة، لجس النبض الأطراف المحليين حيال إمكانية إحياء مبادرة الرئيس نبيه بري الإنقاذية..
وعلى خطوط التماس السياسي، وخطوط الترسيم البحري، يصل المبعوث الأميركي ديفيد هيل الى بيروت مطلع الاسبوع، حيث سيكون الملف النفطي وترسيم الحدود البحرية حاضرا في جعبته، ويبلغ هيل المسؤولين بموقف بلاده من المفاوضات..
توازيا، وفيما السياسيون يبحثون عن الحكومة، المواطن يبحث عن قوته اليومي وعن رغيف الخبز، الذي فجأة يختفي وفجأة يعود. وهكذا يقضي المواطن اللبناني يبحث في يومياته ما بين الأفران والصيدليات ومحطات الوقود، التي لا زالت تعج بطوابير السيارات… والسؤال هنا، فهل صدفة أن خراطيم المحطات زاخرة في مناطق، وجافة في مناطق اخرى؟.
هذه المشاهد تتكرر يوميا مع كل أزمة، لتصبح بمثابة امتحان للبناني الذي كتب له أن يستنزف في لقمة عيشه باحثا عن رغيف في الأفران وعن دواء في الصيدليات، وعن شيء من ماله في المصارف ووقود لسيارته..
وفي سياق متصل، المفتي دريان وفي رسالة شهر رمضان المبارك، قال: “المطلوب تقديم التسهيل لا التعطيل”، متوجها الى معرقلي تشكيل الحكومة بالقول: “كفاكم تعنتا واستكبارا، فالبلد في خطر داهم ويعيش قمة الانقسام والفوضى”.