وماذا بعد …أين الضمير، أين الإحساس وأين الشرف… أين عملة وطن الأرز، والدولار يحلق على علو سبعة عشر ألفا وخمسمئة قدم؟؟؟…
من الخامسة فجرا الى السادسة مساء اليوم، معظم المواطنين اللبنانيين العاديين، وهم يشكلون الثمانين في المئة من الملأ، اتجهوا ليملأوا ما يتيسر لهم وما يستطيعون من بنزين في رزرفوارات سياراتهم، وهم اصطفوا بمركباتهم.. طوابير طوابير…
والبعض من “المتطوبرين” ربما يتذكرون آسفين وبعضهم غير آسفين، أنهم هم أتوا “بطابور” هذه القوى السياسية وأركانها، عندما اقترعوا لهم وهللوا لهم وجعلوهم آلهة…
هذا ما خص طوابير ذل البنزين، فكيف بالإذلالات الأخرى ومنها كرامة العيش والأكل والشرب، ومنها الاستشفاء والدواء ونار الدولار والاسعار، ومنها الذل الصامت في نفوس الكرام والصاغرين و”لا حول ولا”…أعمال قطع طرق واحتجاجات حصلت تصاعديا، وإن في شكل متنقل في عشرات المناطق، ومنها مفرق برجا وكذلك ما هو صاخب وساخط في صيدا.
الإدارة السياسية التي وافقت على إعتماد صفيحة البنزين على أساس دولار ال 3900 ليرة بدل ال 1500، تعالج أزمة البنزين برفع سعره الآن نسبة معينة، وأللهم برفعه تدريجا بعد تبليع الناس الضرب…والحل- الزفت، سينسحب على مادة المازوت… وبالمناسبة المضنية- الخانقة- الجنونية، سعر الدولار اتجه صعودا نحو ال 18 الف ليرة لبنانية، ولا حكومة ولا حياة لمن تنادي من المسؤولين عن البلاد وعن العباد حيال الجحيم الجاثم.
في اللقاءات المحلية الداخلية، التأم في خلدة مساء اليوم لقاء درزي ثلاثي، عنوانه العريض: المصارحة والمصالحة.
في الخارج: في الفاتيكان عقد مساء أمس اجتماع تمهيدي للقاء البابا فرنسيس في الأول من تموز، مع رؤساء الطوائف المسيحية للبنان وانطاكيا وسائر المشرق، وتعويل على مساعدة الأسرة الدولية كلها للبنان… سبق ذلك في باريس موقف لافت لوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، في خلال لقائه نظيره الأميركي جو بلينكن…
لودريان أعلن الإتفاق على التعاون مع الولايات المتحدة حيال أزمة لبنان بالآتي: “يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة”…بلينكن من جهته رأى أن الشعب اللبناني “يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة”..وأشارت أوساط فرنسية الى أن التنسيق الفرنسي-الأميركي حيال لبنان، تنضم اليه بريطانيا.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير الى ما أعلنته المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية عن احباط محاولة تهريب أكثر من أربعة عشر مليون حبة مخدرة، مخبأة داخل شحنة ألواح حديدية قادمة من لبنان الى جدة.
واحتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، عمد محتجون في طرابلس الى قطع اوتوستراد طرابلس- بيروت عند جسر البالما بالحجارة والعوائق، وقد عملت القوى الأمنيه الى تحويل السير نحو الطريق البحريه، كما قطعت عدد طرق في الشمال.
كذلك قطع عشرات المحتجين طرقات داخل الضاحية الجنوبية، وطريق نهر الموت -الدورة في اتجاه بيروت واتوتستراد الذوق. وأيضا قطع محتجون الطريق الساحلية عند مفرق برجا والجية. وفي البقاع قطع محتجون الطرق احتجاجا على الاوضاع المعيشية، وشهدت مناطق أخرى تحركات مماثلة قبيل المساء.