بعد مرور عام بالتمام، على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وأسبوعين اثنين على التكليف الثالث، تستمر حال المراوحة في التأليف الحكومي، طالما لم تفك عقدة حقيبة الداخلية، إضافة إلى بروز التلاقي بين إعلام الرئاسة وإعلام الرئيس المكلف وإعلام التيار الوطني الحر على نفي ترددات في شأن اتصالات التأليف.
ومع هذه الوضعية التسويفية لا بل المخيفة، تستمر معاناة الناس مع المحروقات المخفية من الكارتيلات والعصابات والمافيات، وكذلك معاناة المرضى مع فقدان الأدوية، بما فيها أدوية الأمراض المزمنة والأمراض الخطرة أيضا، إضافة الى الإرتفاع الصاروخي لسعر الدولار واسعار السلع والمواد الغذائية، وعودة طوابير الذل والمذلة، ولا حس ولا إحساس لدى القيمين على العباد والبلاد، وكأن الناس مثلهم يعيشون الترف، بينما الواقع المرير هو أن غالبية الناس يعيشون القرف ويتمنون أي مكان آخر، ونحن نتحدث عن الغالبية وليس عن العشرين في المئة الباقين الذي يكدسون الدولارات أو الذين ينتمون إلى حواشي الزعماء والمسؤولين ولفيفهم أو المنتمين إلى نادي مافيات الدواء والمواد والسلع الاستهلاكية والنفط والطاقة.
هذه هي المشهدية المعيشية القاتمة حتى اللحظة، وإن خرقها التفاهم على آلية البطاقة التمويلية.
بالتوازي وحتى ولم يحصل اليوم الاجتماع السابع بين عون وميقاتي، فقد نفى مصدر قريب من قصر بعبدا ما يشاع عن تعثر في عملية تأليف الحكومة، كما ونفى الأجواء المنشورة في بعض الإعلام عن اتجاه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى الاعتذار. وجزم بوجود أجواء تميل إلى التفاؤل بقرب الولادة الحكومية.
وكالة “أخبار اليوم” نقلت عن المصدر أن التواصل دائم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، متحدثا عن تقدم يمكن أن يؤدي إلى تأليف الحكومة. وأوضح أن البحث القائم الآن يتناول مسألة المداورة في الحقائب، وهل تكون المداورة نسبية أو سيبقى القديم على قدمه؟! مضيفا”: عند هذا الاتفاق “يهون” كل شيء.
* هل ثمة من يرغب فعلا في تأليف حكومة؟ أجاب المصدر: بالنسبة إلى بعبدا الحاجة أم الاختراع… ولا وجود لأكثر من هكذا حاجة… ونحن متفائلون ونعمل بجهد لتأليف حكومة والبلد لم يعد يحتمل مناورات.
وأما بالنسبة إلى ميقاتي فهو يتعامل مع الرئيس عون على انه شريك دستوري كامل، على ما ينص الدستور، وهذا ما يقوله ميقاتي بمعنى انه متحرر من سقوف معينة، كتلك التي وضعها نادي رؤساء الحكومات… وبالتالي فعلى ذمة المصدر في وكالة أخبار اليوم: يمكن الوصول إلى الحلول، ويمكن أن يكون ميقاتي مساهما في برنامج مساعدات خاصة، من خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، مضيفا: وإن كانت شروط الصندوق موجعة على لبنان، وإنما قد يكون هذا المسار المتاح! ولن نصبح بين ليلة وضحاها في الجنة، لكنها خطوة أولى على هذا المسار! ونأمل خيرا.
إذن أزمة الدواء كانت اليوم موضوع بحث في البرلمان.
لجنة الصحة النيابية التقت وزير الصحة حمد حسن وكافة المعنيين بالقرار، فيما قاطع الإجتماع مصرف لبنان. واقترحت حلا موقتا بتأمين مئتي مليون دولار للشركات المستوردة، لقاء تعهد منها بصرفه على شراء الأدوية وليس بحسمه من فواتير سابقة.