لبنان في حداد اليوم على فاجعة التليل التي مازالت تلملم اشلاء ابنائها. الفاجعة التي هزت كل اللبنانيين، وترجمت غضبا واحتقانا شعبيا وعرت المحتكرين والمهربين وما يرتكبون من جرائم بحق المواطنين، بدعم من اصحاب النفوذ وبغطاء سياسي.
وبانتظار ان تصدر الرواية الأمنية الحقيقية حول هذه الجريمة، وان لا تضيع التحقيقات في زواريب السياسة، في ظل سعي البعض إلى الاستثمار بالفاجعة او التنصل من المسؤوليات رغم أن الجميع يعلم أن مسألة التهريب إلى سوريا محمية من أصحاب النفوذ، البلد يتخبط في الأزمات الاقتصادية والمالية، واليأس حال كل اللبنانيين الذين يعانون الأمرين للحصول على ادنى مقومات الحياة، والمصائب تلاحقهم من كل حدب وصوب، وبات يشعر اللبناني انه لا يعيش بل ينجو. يومياته مبرمجة وفق الطابور، ومهدد بالحرمان من الخبز والغذاء والدواء والكهرباء.
وعلى وقع هذه المآسي ألم يحن الوقت بعد إلى تأليف حكومة؟ وكالة “رويترز” اشارت نقلا عن مصدر سياسي رفيع الى تطور إيجابي بملف تشكيل الحكومة اللبنانية، والسفيرة الاميركية التقت رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وحثت على التشكيل بسرعة. فيما كشف الرئيس ميقاتي الذي يعمل على تدوير الزوايا من أجل التأليف قبل نهاية هذا الشهر، كشف بعد زيارته العاشرة الى قصر بعبدا عن ان نسبة التشكيل أكبر من نسبة الاعتذار ودخلنا بموضوع الاسماء.
اما الرئيس عون فأعرب عن أمله بأن نتوصل الى الحد من الازمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل، مؤكدا أنه لن يستقيل.
على اي حال، اللقاء العاشر بين عون وميقاتي تم خلاله تبادل الاسماء بين الطرفين، على ان يأخذا الوقت الكافي للاتفاق عليها، او لتعديلها، على ان تتبلور بالصورة خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة.
البداية من كارثة عكار التي استفاقت اليوم على وجعها، ومازالت تبحث عن اشلاء مفقودين لإقامة مراسم التشييع.