IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت في 28/8/2021

هناك قول لبناني مأثور بالعامية: “الناس بالناس والقطة بالنفاس”… الآن في لبنان: غالبية الناس في القعر والقهر، وأرباب المسؤولية السياسية في التناتش والعهر…
الناس بلبنان – الكرامة والشعب العنيد – اليوم بلا عيشة كريمة ولا شمخة عزة… الناس بلبنان التاريخي والجغرافية الجميلة، اليوم في ارتياب حيال المستقبل ويقبعون بجغرافية الطوابير بالشوارع.

غالبية ناس “لبنان سويسرا الشرق والإبداع سابقا هم اليوم في ما يشبه المجاهل والخواء بلا طاقة ولا كهرباء، بلا بركة ولا دواء، فيما الذين يفترض أنهم مسؤولون عن العباد والبلاد:

بلا رفة جفن وبلا شعور وبلا مشاعر حيال أوجاع غالبية الناس، بلا وبلا وبلا، والبلا يسود، ويبدو من دون أفق ولا حدود.

وإذا كانت أوساط دبلوماسية أبدت تشاؤما بالنسبة الى حظوظ تأليف الحكومة الجديدة، فإن حرب البيانات بين الرئاسة الأولى ورؤساء الحكومة السابقين أمس ظهرت ما هو أبعد من الخلاف على مسار العمل لتأليف الحكومة إلى ما يتصل بالمساواة ما بين الرئاسات الثلاث وصولا الى القضاء وتحديدا في قضية انفجار مرفأ بيروت.

توسع المعارك السياسية فيما الناس تئن جوعا ومرضا وحاجة تؤشر الى تبديد مفعول جرعات التفاؤل النسبي الذي كان قد ومض بداية هذا الاسبوع في مشاورات التأليف الحكومي وتهدر فسحة نهاية الأسبوع لاتصالات التهدئة الرامية الى الحؤول دون تقريب موعد اعتذار الرئيس المكلف والدفع الى حصول اللقاء الرابع عشر بين فخامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

والنتيجة سؤال بديهي: هل ومتى ينعقد اللقاء واستطرادا أين الحكومة؟ هل يمكن أن تظهر من خلال الضباب المتلبد في الأفق؟

ضحية هذا الوضع الدرامي: المواطن أولا وثانيا وثالثا وآخرا حتى وإن كانت نسبة ضئيلة من الناس المناصرين لزعمائهم والمناصرين لنكد أنفسهم والمناصرين للحقد والضغينة يرون أن الدنيا بلبنان بخير!!! وحتى وإن كان ما يقارب ال عشرين في المئة وهم الذين يكدسون الدولارات أو هم من حواشي المسؤولين ينتشرون ليلا في المطاعم وبعض المقاهي (وهذا شأنهم).

في أي حال، وضمن المشاورات المساعدة لإعادة مسألة التأليف والأوضاع في شكل عام الى مسار إيجابي أو مقبول، حصل لقاء مساء اليوم في عين التينة بين الرئيس بري ووليد بك.

وكان الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي قال مساء أمس: لقد قبلت بالتكليف وأتعاطى بإيجابية ولا نية لدي بالإعتذار. ذلك لا يعني أن فكرة الاعتذار غير واردة. في الوقت نفسه، رأى ميقاتي أن هناك من يقارب الأمور ويتعاطى على غرار حقبة ما قبل اتفاق الطائف.

الأمين العام ل”حزب الله” من جهته سأل ليلة أمس باستغراب: “أما حان للنقاش في الحقائب الوزارية أن ينتهي، إن المدخل الأساس لحل الأزمة في لبنان هو تأليف حكومة”.

إذاك ما هي القطب المخفية؟ أين تكمن؟ وهل ثمة كثيرون يريدون التغيير في النظام ولا يجرؤون على المبادرة أو القول؟. في الأجوبة: تخمينات كثيرة محليا وإقليميا، بينما المطلوب الآن ثلاثة أمور عريضة:

– الإسراع بتأليف حكومة علما أن الاتصالات لم تتوقف.
– إحساس الذين اقترع لهم أربعة وأربعون بالمئة من الشعوب اللبنانية في الانتخابات الماضية بما يعانيه ويكابده الناس.
– إقلاع هؤلاء المسؤولين عن التناكد والتحاقد والعنجهية كحسن نية نحو النهوض.

إذا رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بين السادسة والسابعة إلا ثلثا مساء اليوم وجرى عرض للاوضاع وآخر التطورات السياسية، وبعد اللقاء غادر جنبلاط من دون الادلاء بتصريح. معلومات غير رسمية أفادت بأن ما يتعلق بالمسار الحكومي حضر في اللقاء.