الأمن جنبا الى جنب مع الجوع. هذا ما يحصل في لبنان المحاصر والمستهدف، في وقت لا يبالي العالم، والإعلام الخارجي يركز على أفغانستان.
الأمن جنبا الى جنب مع الجوع. هذا ما يحصل وسط تعثر تأليف الحكومة لأسباب شخصية ومصلحية، أكثر مما هي لأسباب موضوعية، فهل يعقل أن يكون التعثر بسبب الخلاف على حقيبة أو إثنتين، والبلد يتجه الى مهب الريح؟.
الأمن يهتز في عكار بين فنيدق وعكار العتيقة وفي شرق صيدا بين مغدوشة وعنقون، بسبب الاشكالات على محطات البنزين. الأمن يهتز في كوكبا في الجنوب بين الاهالي الذين أصيب منهم اثنان بجروح، والذين طردوا تسعمائة نازح سوري من البلدة.
وعلى الصعيد الحكومي، تحول الأمر الى خلاف بين مراجع السنة ورئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”. نقول هذا بصراحة في ظل استهداف عملية التأليف الحكومي بشائعات بلغت حد الزعم، بمنع وقوف سيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام باب القصر الجمهوري، وقد نفى ميقاتي هذا الكلام.
في موازاة ذلك، الجوع لم يطرق أبواب المواطنين بل وصل الى بيوتهم، فماذا عن أصحاب الحد الأدنى للأجور، وماذا عن رتبة وراتب المليون ليرة لرب أسرة لا يستطيع تأمين القوت اليومي لعائلته. وماذا عن الأدوية المفقودة لمرضى السرطان والقلب والسكري والضغط وغيرها من الادوية التي تحدد الموت والحياة؟، وماذا عن أسعارها في السوق السوداء؟، وماذا عن تفاوت أسعار الأدوية في السوق السوداء إذا وجدت؟.
دهم وزير الصحة للمستودعات مهم للغاية، لكن الحل هو فتح الشركات المستوردة، سوق الدواء أمام الصيدليات، لتصبح في متناول المواطنين هو الأهم. الأهم حكومة جديدة تجترح الحلول لكل الأزمات، الادوية والبنزين والمازوت والغذاء والسلع ومراقبة الاسعار. وفي الشأن المالي محاولات نيابية للتداول بسعر العشرة آلاف.