في الوقت المستقطع: بين بيانات الخميس وسجالاته التصعيدية على مسار العمل لتأليف الحكومة، وبين التوجهات نحو معاودة تنشيط جهود التأليف بدءا من الأحد، بحسب أوساط سياسية مطلعة، خطفت دمشق الاستراحة والأضواء وضمنها استراحة اللواء ابراهيم، واستضافت أول وفد لبناني حكومي بالشكل الرسمي منذ عشرة أعوام.
فبعد أسبوعين على كلام السفيرة الأميركية شيا عن فكرة استجرار الغاز من مصر فالأردن إلى لبنان عبر سوريا، وكأنها أعطت “passe” بالمباشر أو غير المباشر اعتباطيا أو متقصدا للبحث في الأمر مع السوريين، انتقل اليوم فريق وزاري لبناني ضم وزراء: الدفاع والمالية والطاقة والمدير العام للأمن العام اللواء ابراهيم الى دمشق، للبحث في طرق تنفيذ الإقتراح الأميركي باستجرار الغاز المصري مرورا بالأراضي الاردنية ثم السورية، لإضاءة لبنان.
عكر أكدت ل”تلفزيون لبنان” أن الزيارة كانت بناءة ومثمرة. كما أشارت الى أن الوزير غجر سيزور الأردن الاسبوع المقبل. وبالتوازي وعلى الخط نفسه يجري التحضير لتسيير قوافل الصهاريج المحملة بالنفط الإيراني، بعدما أفرغته الناقلات الإيرانية في ميناء بانياس السوري.
وفي موسم الوفود، أفادت معلومات صحافية أن وفدا نيابيا أوروبيا في لبنان اليوم لإجراء محادثات مع مختلف ممثلي الدولة اللبنانية، وذلك بعد يومين على مغادرة وفد الكونغرس الأميركي بيروت.
كل ذلك وعلى قارعات طريق الوجع: قدرت منظمة إسكوا أن 82 % من اللبنانيين فقراء، ورأت أن الحل يبدأ بتأسيس صندوق وطني للتضامن الاجتماعي للتخفيف من وطأة الأزمة.
وهكذا بفضل سلسلة من المواسم الانتخابية النيابية اللبنانية وحفلات من التصافيق والتهاليل وطقوس تأليه الزعماء، بات معظم اللبنانيين من الطيبين عموما والمتناكدين خصوصا، كما المنتكسين بثقتهم التي منحوها لهؤلاء، باتوا في قعر الدرك المعيشي باتوا في لبنان الفقير بعدما مر لبنان الكبير بمراحل مجلية ومزدهرة، خصوصا بأيام لبنان الجميل والأصيل.
وأما في هذا الزمن، فقد مر ثلاثة عشر شهرا على اللبنانين ولم تتألف حكومة بعد، والدولار يحلق على علو يقارب العشرين ألفا والمعنيون بالتأليف الحكومي يتناتشون الحصص. أوساط مطلعة أكدت أن الاتصالات ستنشط: من مساء الأحد وحتى الثلاثاء بهدف إخراج صيغة حكومية من عنق زجاجة القوى السياسية المعنية، مع التذكير بأن العقدة التي بدت في ظاهرها كأداء وتعوق ولادة الحكومة، ترتبط بحقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية بعدما آلت حقيبة الطاقة لفريق رئيس الجمهورية العماد عون، الأمر الذي يعني أن عيون ومصالح السياسيين في المرحلة الآتية تتجه بشراسة نحو الاقتصاد ومفاصله المقبلة، كمثل التفاوض مع صندوق النقد الدولي وملفات أخرى.
من جهة ثانية، نشر بعض الصحف اليوم فكرة من الأفكار المتداولة حديثا وتتلخص باقتراح مخرج بحكومة من أربعة عشر وزيرا من الذين درجت العادة على تسميتهم بالأقطاب. هذا الاقتراح الذي لم يطرح بعد على رئيس الجمهورية هو العنصر الوحيد الذي ظهر في الساعات القليلة الماضية على مسار التأليف، وقد علم به عبر الصحف.
في أي حال كشفت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن اتصال حصل على خط بعبدا- بلاتينوم يوم الجمعة، وأن الرئيس المكلف لا يزال يرى أن الأمل والرجاء موجودان بتأليف حكومة وفق قاعدة: “اشتدي أزمة تنفرجي”. ولقد رجحت أن تكون الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام الفرصة الأخيرة لكي تتألف حكومة.
تفاصيل النشرة نبدأها من المحادثات الرسمية اللبنانية- السورية في دمشق في شأن استجرار الغاز. هل تجر زيارة الاستجرار زيارات أخرى على مستويات عليا؟.