Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”تلفزيون لبنان” المسائية ليوم السبت في 11/09/2021

الحكومة الرابعة، ومبدئيا الأخيرة في عهد الرئيس العماد ميشال عون والثالثة التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي. هذه الحكومة ولدت أمس بعد مرور ثلاثة عشر شهرا حبلت بها البلاد من معاناة متصاعدة واطراد في الأزمات الاقتصادية والحياتية والمالية والنقدية. ومن هنا ترتسم خارطة لمهمة صعبة للحكومة الجديدة لكنها غير مستحيلة في ما لو تضافرت الجهود وصفت النيات.

الحكومة أتت بطابع تكنوسياسي، ويقال أن لا غلبة فيها لأحد بحسب مفهوم الحصص وقد حل فيها وزيران: ملكة وملك، كحل لما يسمى الثلث المعطل أو كلغة راقية مستمدة من شخصيتهما عندما عطلت كل لغات التأليف الحكومي على مدى سنة وأربعة أسابيع قبل الإهتداء الى هذين الوزيرين الملكين: نجلا رياشي عساكر والدكتور جورج كلاس ومن دون 6 و6 مكرر، وذلك بعدما انساب الوحي السماوي برسائل نقلت عبر القارات الى المعنيين اللبنانيين بمسألة التأليف وبمصير وحياة الشعوب اللبنانية التي منحتهم ثقتها على مدى أعوام وأعوام، وآخرها عام 2018 في تلك الانتخابات النيابية الشهيرة بصكوك تمسكت وتسلحت بها القوى السياسية ولا تزال، وهي استطاعت الصمود لا بل العودة بقوة أمام أي اندفاعات احتجاجية مطلبية، وأي حركة ومحاولة للخرق والتغيير، خصوصا أن حركات الاحتجاجات بقيت من دون أطر. وإذا كان لديها ثمة “إطارات بالمعني المجازي” فقد ثقبت بفعل تشليش القوى السياسية الموجودة في السلطات وبكل المفاصل الادارية ومجمل تركيبة النفسية والشخصية اللبنانية.

أمس ظهرت الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون والعالم أجمع للاضطلاع بمهمة انتشال لبنان من قعر جهنم. انتظرها اللبنانيون على نار من اجل إطفاء جمر انهيار اقتصادي غير مسبوق صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850 وبعدما سقط ثمانون في المئة من اللبنانيين تحت خط الفقر بحسب الأمم المتحدة وانطلاق ثالث أكبر موجة لهجرة اللبنانيين في تاريخ البلاد، في حين ان الدولة اللبنانية وعلى سبيل المثال لا الحصر تمتلك عقارات قيمتها ثلاثون مليار دولار، ناهيك بمجالات إيجابية أخرى.

السؤال هو من أين ستبدأ حكومة الرئيس ميقاتي عملية الإنقاذ؟ وهل تكفي مدة الأشهر الثمانية المتبقية لموعد الانتحابات النيابية لقيام الحكومة بمهمات الإنقاذ الاقتصادي، وثورة تحسين الادارة، والتحضير للإنتخابات، أم أن مهمة الإنقاذ ستعاني قبل النجاة؟ فيما تشحذ القوى السياسية أسلحتها ولو أنها شبه مرتاحة- مطمئنة الى مسار الانتخابات النيابية في أيار المقبل؟

الحكومة اللبنانية ولدت في 10 أيلول لتفرمل هواجس الفقر المدقع والقهر الفاقع والخوف من المجهول، وفي وقت لا تزال المنطقة في طور التغيير أو ربما في نهايات التغييرات لمسارات انطلقت منذ 11 ايلول في مثل اليوم قبل عشرين عاما بهجمات 11 ايلول فكان ما كان. ولا يزال العالم والمنطقة حتى الآن في ترقب لنهاية رسم المصالح والنفوذ والخرائط في الشرق الاوسط.

تفاصيل النشرة نبدأها بكل بديهية وبساطة، نبدأها من هموم الناس ومن الحد الأدنى من أمنياتهم ومطالبهم للحكومة الجديدة التي تأخذ الصورة التذكارية الاثنين المقبل في قصر بعبدا مع الرئيس عون والرئيس بري، ثم تنعقد أول جلسة لمجلس الوزراء من أجل تأليف لجنة البيان الوزاري.