قبل يوم من جلسة الثقة بالحكومة، وزير الداخلية القاضي بسام مولوي دشن عمله بخطوة أمنية واثقة تمثلت بضبط القوى الأمنية عشرين طنا من نيترات الأمونيوم عالية الآزوت في بدنايل، حيث تفقد الموقع الوزير مولوي ونكون مع الموضوع في سياق النشرة.
في الغضون وبعد مرور أسبوع على تأليف الحكومة التي تعنونت بحكومة للإنقاذ معا، بدت النفسية اللبنانية عموما في تحسن طفيف عن الأشهر الثلاثة عشر التي تعثر فيها تأليف حكومة. لكن هذا التحسن لم يغير قيد أنملة من توحش التجار الكبار والدولة العميقة المؤلفة من المافيات في كل المجالات، لا بل- وعلى سبيل المثال- نار الأسعار تكوي المواطن وتستعر على رغم هبوط سعر الدولار من 20 الف ليرة لبنانية الى 14 الفا.
والحال هكذا دواليك إلا إذا تغير نمط المعالجات والمعالجين السياسيين، أي إذا غير المسؤولون المعنيون ما بأنفسهم أولا وأولا إذا اجتثوا من أنفسهم غول الأنانية وسموم الخبث ونزعة استغفال الناس الطيبين الذين في غالبيتهم المقترعة، أعطتهم الثقة وآخرها عام 2018 ولاحقها في انتخابات أيار 2022.
أما الثقة النيابية التقليدية والدستورية فستمنح للحكومة الجديدة مساء الاثنين المقبل في نهاية جلسة البرلمان التي حددها الرئيس نبيه بري لمناقشة حكومة الرئيس ميقاتي ببيانها الوزاري. وإذاك تنطلق رحلة الحكومة في سباق مع الوقت. وإذا كان هذا العصر يساوي الوقت بالحياة، فإن الأشهر الثمانية المقبلة المتاحة للحكومة الى حين إجراء الانتخابات النيابية تعادل العمر. نعم تساوي أعمار اللبنانيين الذين تعبوا وكدوا وناضلوا على الأقل منذ نصف قرن وحتى اليوم وقد تغلبوا على الحروب وانتصروا على مجمل الظروف القاسية، لكنهم الآن يجدون أنفسهم أمام معضلات معيشية حياتية مالية ونقدية يجدون انفسهم في طوابير رأسها خرطوم بنزين يجدون أنفسهم من دون كهرباء وبشح من الدواء وفي أوضاع لم يشهدوا مثيلا لها، فيما على المسؤولين في كل السلطات ولاسيما الحكومة منها أن يعالجوا كل الملفات والقضايا وأن يردوا للناس جزءا من الثقة التي وضعوها بالأقطاب، بالزعماء، بالأحزاب، سمهم ما شئت، بجميع الموجودين في العمل السياسي منذ ثلاثة عقود ونيف وحتى لآن.
في أي حال كبار المسؤولين والوزراء يتحدثون بعزم وإرادة وتصميم عن حلول، بدءا بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي الشهر المقبل وسوى ذلك من عمل. والمواطنون ينتظرون ليروا نتائج متسلحين بالرجاء والأمل.
تفاصيل النشرة نبدأها من البقاع حيث تم اليوم ضبط 20 طنا من مادة نيترات الأمونيوم ذات الأزوت العالي.