بين مطلع هذا الشهر المتزامن مع تأليف لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وقبيل نهايته الموعد المرتقب لبدء المفاوضات، ينشط أكثر فأكثر خفافيش مافيات الدولار وغير الدولار وجميع المنتهزين، كما المستفيدين، في التلاعب عبر مسالك غير مشروعة كما في المسالك المسموحة- التلاعب بطريقة ترفع أسعار السلع والخدمات في كل القطاعات في شكل خيالي، وتهين قيمة الليرة اللبنانية التي سبق وأهانتها، سياسات القيمين على شؤون الناس والبلاد والدولة.
الرجاء الآن على ما يبدو هو: في أن نجاح المفاوضات مع الصندوق سيضيف ارتياحا الى جرعة التفاؤل بفتح آفاق عربية أمام الحكومة، خصوصا بعد زيارة الوفد الحكومي الأردني لبنان، وقبلها إيجابية محادثات الرئيس ميقاتي في فرنسا وبريطانيا…
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أن “على الحكومة اللبنانية بدء محادثات جدية مع صندوق النقد الدولي، وعليها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة”.
في الغضون، وعلى رغم ما حكي عن ثمة ما يفرمل أجواء التفاؤل هذه، من خلال ما سرب عن فحوى الإتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ماكرون بولي العهد السعودي بن سلمان حول لبنان، والتي قيل إنها: “كانت مش كل هلقد مشجعة”، فإن المعلومات أشارت في الوقت عينه الى تصميم فرنسي على زيارة الرياض، لمتابعة حض السعودية على دعم لبنان في أحرج أوقاته.. كما أن المفوض متابعة مقررات مؤتمر “سيدر” السفير بيار دوكان ينتقل في الساعات المقبلة الى بيروت، للقاء عدد من المسؤولين في وزارة المال ومصرف لبنان…
على مسار مفاوضات الترسيم الحدودي البحري الجنوبي، التحضيرات متواصلة من جهة لبنان من أجل تأمين الجاهزية، عندما تعاود المفاوضات برعاية أممية ووساطة أميركية، وستكون لنا في سياق النشرة، إضاءة على الموضوع.
كهربائيا، وبعدما توقفت البواخر التركية الثلاث عن العمل لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية، ينتظر أن تأخذ سلفة المئة مليون دولار من البنك المركزي- لزوم مؤسسة كهرباء لبنان طريقها، من أجل استقدام الفيول من الخارج في خلال الأيام الأربعة المقبلة.
أما البطاقة التمويلية المنتظرة، فهي في علم الغيب. وإنما مهما كان الأمر، فإن ثلاثة أرباع الشعب اللبناني يعانون معيشة مذلة، بينما الموجودون في السلطات والمراكز المعنية بأمور الناس يعيشون بأحسن الحالات، ويشبههم أيضا في: “عيشة الترخنة” من لف لف هؤلاء المسؤولين، وكذلك الذين يكدسون العملات الصعبة، ومجموع هؤلاء يؤلفون على ما يبدو ما بين عشرة وعشرين بالمئة من الشعوب اللبنانية.
على مستوى الإنتخابات النيابية التي يفترض أن تحصل في الربيع المقبل، أعربت أوساط اغترابية عن خشيتها من محاولة عدد لا بأس به من المسؤولين الرسميين المعنيين بالإنتخابات المقبلة- العمل للحؤول دون تمكين اللبنانيين المنتشرين في العالم من ممارسة حقهم في اختيار من يمثلهم في الندوة البرلمانية، لأن “المحاولين” يعتقدون بأن اللبنانيين المقيمين خارج لبنان، وضمنهم الذين هربوا قسرا من الأزمات وتداعياتها، لن يصوتوا ولن يقترعوا للقوى الموجودة في السلطات، خصوصا على مستوى ما يسمى المكون المسيحي.
تفاصيل النشرة نبدأها من أن إعلان بدء التنقيب عن النفط في حقل كاريش، يضع لبنان والحكومة الجديدة أمام تحدي الحفاظ على الحقوق النفطية. فما سيكون مصير المرسوم 6433. وهل من تغيير في المقاربة الأميركية للملف، مع تغيير رئيس الوفد المفاوض؟.