حرائق مندلعة في عدد من المناطق اللبنانية، تضاف الى لهيب الأسعار وتصاعد سعر صرف الدولار، والجهود تبذل في كل الاتجاهات: لإخماد النيران الميدانية ولمعالجة الملفات المشتعلة.
في الغضون، وعلى رغم وطأة المعيشة المذلة لغالبية اللبنانيين ومهما بلغت شدة الأزمة الاقتصادية والنقدية وتحليق الدولار والأسعار وتأثيرات هذا التحليق المريب على معيشة ثلاثة أرباع الناس، إلا أن مجمل القوى السياسية أو بالأحرى الزعامات لا تزال تحلق في أعلى مستويات حساباتها الذاتية الضيقة، وكأنها مطمئنة الى ما سبق ونالته في صناديق اقتراع انتخابات ال2018، وإلى ما تتوقعه في انتخابات 2022 في حال حصلت.
حتى الآن جلسات مجلس الوزراء معلقة، وذلك بسبب الخلاف على مسار التحقيقات والقاضي طارق البيطار في قضية انفجار المرفأ، وكذلك ما قد استجد في الأزمة بين لبنان والسعودية.
أوساط سياسية مطلعة كشفت عن سلسلة من الاتصالات الإيجابية حصلت في الأيام الثلاثة الماضية على مستوى الرئاسات الثلاث، في مقدمتها وبحسب معلومات صحافية، اتصال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية العماد عون، الأمر الذي- من جهة- خفض منسوب التشاحن السياسي والإعلامي، وفتح مسارا مريحا نسبيا أمام مزيد من اتصالات رئاسية وحركة للرئيس بري لبلورة مداخل لحلول متوازية:
في قضية التحقيقات والقاضي البيطار وبالتالي من أجل عودة جلسات مجلس الوزراء، وفي قضية السعودية حيث- من جهة ثانية- تسهل الاتصالات على الرئيس ميقاتي داخليا كما على المستوى الخارجي، وضمنه زيارة محتملة له الى القاهرة لمتابعة وساطة جامعة الدول العربية لحل الأزمة اللبنانية السعودية.
الأوساط المطلعة لم تستبعد أيضا- وكرد لزيارة الراعي عين التينة- أن يزور الرئيس بري البطريرك الراعي في بكركي، ويكون موضوع الوزير جورج قرداحي وما يحيطه في صلب محاور اللقاء الى جانب مسائل أخرى.
في هذا الوقت، وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الذي يزور لبنان قريبا، في محاولة لاستطلاع إمكانات معالجة الأزمة مع الخليج، التقى في واشنطن نظيره الأميركي بلينكن الذي أتى باقتضاب على ذكر لبنان في المؤتمر الصحافي المشترك مع القطري أمس، فدعم حكومة ميقاتي مصرحا بالآتي: إن “رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لديه خطة جيدة للدفع بلبنان الى الأمام، وواشنطن تعمل لتوفير الوقود في لبنان ونعمل مع الجيش هناك لضمان الاستقرار”.
في أي حال، في إطار الدعم والاستطلاع، وقبل زيارة الوزير القطري للبنان، يزور وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو بيروت الثلاثاء آتيا الاثنين من طهران. عمليا الرئيس ميقاتي يجهد لتعويض شلل مجلس الوزراء بإطلاق حركة كثيفة من الاجتماعات الوزارية حيال الملفات الضاغطة.