وسط مشهد النار المخيف وخطورة على السكان، وحالات ذعر، وحركة رياح نشطة تعيق اخماد النيران، لا تزال الحرائق مستعرة في العديد من المناطق من الجنوب الى المتن الى الشمال وصولا الى البقاع، ويعمل الجيش اللبناني وعناصر الدفاع المدني على مكافحتها، فيما يتنقل المواطنون بين المناطق للمساهمة في عمليات الاخماد.
وعلى وقع جمر الحرائق الطبيعية، والسياسية والديبلوماسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، يطلق اللبنانيون صرخات الاستغاثة الواحدة تلو الاخرى، فيما تجهد المساعي الرئاسية في تبريد الاسلاك المشتعلة.
معلومات تلفزيون لبنان تشير الى ان المرواحة سيدة الموقف وهي على حالها، وسط استمرار انعقاد الاجتماعات الوزارية لمعالجة الملفات وتلبية احتياجات المواطنين المقهورين من ما آلت اليهم أحوالهم.
ورغم الأفق السياسي المسدود يحكى عن بصيص أمل ما، مع احتمال زيارة قد يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لبكركي، ردا على زيارة البطريرك الماروني الى عين التينة.
الرئيس بري قال اليوم ان أخطر الحرائق التي لا يمكن اخمادها هي الحرائق المذهبية والطائفية في النفوس في معرض تعليقه على مسلسل الحرائق في الاحراج. وأضاف ان تحصين الوطن وحفظ ما تبقى من ماء الوجه الوطني وطبعا ما تبقى من ثروة حرجية يكون بالاقرار بتعيين مأموري أحراج خارج القيد الطائفي.
أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فوجه من جهته رسالة نارية إلى المسؤولين، حيث قال من بكركي ان البعض يمتهن إفقار المواطنين، معتبرا ان الكرامة ليست مرتبطة بالعناد انما بالحكمة وبطيب العلاقات مع دول الخليج، ومتسائلا اي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والاصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف.
وفيما بيروت تنتظر وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال الايام القليلة المقبلة بعد تشاوره مع الجانب السعودي تحديدا والخليجي عموما لتنسيق خطوة الزيارة القطرية، يصل الى لبنان ليل الاثنين وزير الخارجية التركية مولود جاويش اوغلو بيروت في زيارة تستمر حتى الاربعاء.