يبدو أن ارتدادات الأزمة العنيفة والشاملة التي تجتاح لبنان قد وصلت إلى الجسم القضائي هذه المرة ليس من باب تدخل السياسة في القضاء بل من باب رد القضاء على السياسة وتمثل الرد بتقديم ثلاثة قضاة استقالاتهم أمس احتجاجا على محاصرة لأحزاب للسلطة الدستورية الثالثة في ملف التحقيق بانفجار المرفأ.
وبمعزل عن الحيثيات القانونية فقد يندرج في سياق هذا الرد ما نقلته رويترز منذ قليل عن مصدر قضائي كبير بأن محكمة لبنانية عليا رفضت دعاوى مقدمة من رئيس الوزراء السابق حسان دياب، والوزراء السابقين المشنوق زعيتر وحسن خليل، الذين سعوا لمقاضاة الدولة بسبب سلوك قاضي التحقيق في انفجار المرفأ المحكمة وهي محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضية رندة كفوري كانت ردت أيضا دعوى الارتياب المشروع بحق القاضي طارق البيطار المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس.
هذا غيض من فيض المشهد المأسوي الذي يعيشه اللبناني كل يوم والذي ما زال يتصدره جنون ارتفاع الدولار ملامسا اليوم ال 25 ألفا بفارق حوالي ألف ليرة عن الأمس وعلى خطى الدولار أيها المواطن سجل أن ربطة الخبز باتت بعشرة آلف ليرة كما اعلن عصرا وزير الاقتصاد وإذا ما أضفنا أرقام عداد الكورونا الذي عاد إلى نشاطه إصابات ووفيات نكون أمام مشهد كارثي أعان الله المواطن على عبوره.
وليس الوضع الحكومي بأقل مرارة مما سبق إذ لم يبق أمام رئيس الحكومة سوى الاستعانة برأس الكنيسة في الفاتيكان عل الصلاة تستنزل عجيبة يحتاجها لبنان للخروج من أزمته وقد أكد الحبر الاعظم لميقاتي ان هموم لبنان كثيرة وهو سيحمله في صلاته من اجل ان يخلصه الله من كل الازمات .
اما الرئيس ميقاتي فنقل عن البابا فرنسيس أنه سيبذل كل جهده في كل المحافل الدولية لمساعدة لبنان على عبور المرحلة الصعبة.
حراجة الموقف الحكومي عبر عنها كذلك الرئيس ماكرون بدعوته الحكومة اللبنانية لأن تنجز الإصلاحات التي التزمت بها السلطات اللبنانية بالسرعة القصوى والتي بدونها يخشى لبنان مضاعفة عزلته الإقليمية.
يحدث هذا في لبنان على وقع تصعيد إقليمي من خلال الكشف عن نية الولايات المتحدة تكثيف التدريبات المشتركة مع إسرائيل ودول عربية على مواجهة خطر طائرات مسيرة آتية من إيران ويأتي هذا التصعيد عشية استئناف المفاوضات النووية في فيينا أواخر الشهر الجاري.
البداية من اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس بالرئيس ميقاتي في الفاتيكان. الذي استتبعه البابا بتغريدة له قال فيها: أيها الرب الإله خذ لبنان بيده وقل له:”إنهض، قم!” كما فعل يسوع مع ابنة يائيرس.