المياه الحكومية الراكدة, والركود في المياه يخلف الأثن والمشهد الداخلي الصعب مع تعاظم المحن والانسداد شبه التام في مسارات الحلول, و”لأنه ما حدن عم يحكي مع حدن” والأزمة متمادية ومديدة والدستور يتشظى.. لواقع كل هذا التردي وذاك الدرك الذي انحدر إليه لبنان حل مساء الاثنين الكلام الرئاسي برسالة مصارحة انسيابية أرادها رئيس الجمهورية العماد عون عشية تحضر البلاد والعباد لسنة جديدة أو بالأحرى لسنة أخرى… وإذ أمل ألا يضطر الى ان يقول أكثر أطلق رئيس الجمهورية دعوة” الى حوار وطني عاجل للتفاهم على اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي الإقتصادي…
واذا كانت حتى الآن الأصداء غير مترامية حيال الدعوة الرئاسية التي أطلقها الرئيس عون إلا أنه بعيد ضحى ليلة الدعوة الرئاسية لاقى هذه الدعوة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مؤكدا” أن المهم, هو تفاهم داخلي من خلال طاولة حوار لتمتين علاقات لبنان العربية خصوصا” مع دول الخليج, وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الإساءة اليها مشددا” على أنه لا يقايض عقد جلسة لمجلس الوزراء بأي تسوية غير مقبولة وطنيا ودوليا.. وقد رأى الرئيس ميقاتي خلال مؤتمر صحافي من السراي أننا امام سنة جديدة مصيرية, وعلى أبواب أجراء انتخابات نيابية ورئاسية جديدة ستعيد رسم المشهد السياسي الداخلي… رئيس البرلمان نبيه بري من جهته يشدد على وجوب التزام كل مؤسسة عملها ومهمتها وفق السياقات الدستورية.
في أي حال بعد كلام الرئيسين عون وميقاتي يرتسم سؤال ضمن أسئلة كثيرة : ما هي الخطوات المقبلة المرتقبة؟ خصوصا أن وجع الناس كبير وعميق وتشتد وطأته لا بل نزفه يوما” بعد يوم, وسط التخبط في أزمة معيشية كارثية واستمرارالسقوط المذل لليرة البنانية مقابل سعر صرف الدولار الاميركي في حين بقيت فرحة الاعياد, لمن استطاع إليها سبيلا.