من وسط المشهد القاتم الذي يلف البلد خبر إيجابي سُجل اليوم بتمثل باجتماع مجلس القضاء الأعلى بكامل أعضائه وهي المرة الأولى منذ أشهر نعم! ففي ظل تعطل باقي المؤسسات الدستورية أو عجز معظمها عن الاجتماع بات التئام الهيئة العامة لمجلس القضاء هو الحدث.
وفيما لم يصدر عن أعلى هيئة قضائية بيانٌ أشارت المعلومات التي توفرت لتلفزيون لبنان إلى أن الاجتماع خُصص للاستماع الى الاجراءات التي اتخذها مدعي عام التمييز غسان عويدات بشأن القاضية غادة عون مزودا المجلس بنسخة عن طلب توقيف تحقيقات عون حول المصارف علماً أن القاضية عون كانت حضرت صباحاً الى مكتب عويدات في العدلية.
وبانتظار ظهور نتائج الاجراءات القضائية لا سيما في سياق المواجهة بين القضاء والمصارف وانعكاس ذلك على سوق القطع ولجم الدولار الأسود الذي راوح اليوم عند تخوم الثمانين ألفاً وأكثر تجدّد مشهدُ الانقسام السياسي العمودي وزاد منسوب القلق بفعل اندلاع سجال رئاسي بين عين التينة والمرشح الرئاسي النائب ميشال معوض الذي شن هجوماً بأعنف العبارات ضد بري بعد وصف الاخير لمعوض بمرشح التجربة الأنبوبية مستنجداً بالحمية الزغرتاوية لدى منافسه رئيس المردة سليمان فرنجية إزاء خطاب رئيس المجلس.
السجال استدعى ردوداً وردوداَ مقابلة برز بينها دفاع الحزب الاشتراكي عن بري وانتقاده الشديد لمعوض الذي كان حتى اليوم مرشحه للرئاسة من خلال عبارة أصحاب العقول الحصرية التي توزع التهم بطريقة همايونية.
لكن غبار السجال هذا أخفى في طياته تأكيدا من رئيس المجلس بألا (جلسةْ مسرحية) رئاسية يدعو اليها حتى تتوفر معطيات انتخاب رئيس كما قال بري.
من خارج السياق والحدود الهزات الأرضية ما زالت تتوالى هزةٌ أرضية ارتدادية شعر بها سكان شمال سوريا قبل قليل.