صحيح أن لبنان لم يكن المستهدف الوحيد في هجوم اسطنبول، لكن الأصح أن لبنان كان هناك، وان بين الشهداء لبنانيين كما بين الجرحى. هذا الأمر يفرض خلاصتين في قراءة الهجوم الإرهابي:
الأولى: أن على اللبنانيين جميعا التضامن مع أبنائهم الشهداء الثلاثة، ومع الجرحى. وأن عليهم أيضا التنبه والالتفاف حول جيشهم والقوى الأمنية بإمرة السلطة السياسية، التي منذ انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة، تسلك المسار الصحيح في التصرف السريع مع الأزمات، وهو ما ظهر عبر الإهتمام الكبير، والتحرك السريع في اسطنبول وبيروت.
أما الخلاصة الثانية فهي: ان لبنان معني بمكافحة الإرهاب في الداخل إن وجد، وفي الخارج، عبر التعاون مع الدول التي تحارب الإرهاب الذي لا دين له.
وللقراءات في هجوم اسطنبول خلاصتان أيضا:
الأولى: أن تركيا قررت مواصلة الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق رغم الهجوم الإرهابي، وأن تنسيقا مع روسيا سيتم على الصعيد العسكري في “الباب” في سوريا، وفي الموصل في العراق. وقد أعلنت أنقرة عن توجه وزير الخارجية إلى بغداد في الأيام القليلة المقبلة.
والخلاصة الثانية هي أن الإرهاب الذي ضرب في اسطنبول، هو نفسه الذي يضرب حيثما يستطيع. وأن الإدارة الأميركية الجديدة التي ستقدم في العشرين من هذا الشهر، ستدخل على منطقة الشرق الأسط بمخطط جديد بالتأكيد تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لكن أيضا عبر عنوانين آخريين، مناصرة إسرائيل بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبالتنسيق مع موسكو حول حل الأزمات الحالية أو افتعال أزمات جديدة على قاعدة الربح النفطي.
في أي حال، لبنان كله حزين على الشهداء الثلاثة، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا مع غيرهم من الأبرياء من جنسيات أخرى، في ملهى هو في الأساس مطعم يرتاده كل السياح.
وكما أشرنا، فإن جهود رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والحكومة، عكست التضامن اللبناني في مواجهة التحديات. فالفريق الذي توجه أمس إلى اسطنبول، يعود ومعه جثامين الشهداء والجرحى الستة.